Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/06/2009 G Issue 13412
الخميس 25 جمادىالآخرة 1430   العدد  13412
نوافذ
كل عام ورؤيتك تخفق في المكان
أميمة الخميس

 

كنت في الأحساء الأسبوع الماضي, وتحديداً في الهفوف وكانت كما عاهدتها مترعة بالود والبشاشة، الواحة العريقة ابنة النخل وعشتار، وأحد تجليات وامتدادات دلمون بثرائها وعبقها التاريخي، ذهبت هناك لتقديم شهادة سردية حول تجربتي الروائية على منبر النادي الأدبي، وفي بداية المحاضرة لوحت لأهل الإحساء بعدد من التحايا، كان منها تحية إجلال وتقدير (للحسينيات) التي تزركش وجه غابات النخيل هناك بنقوش عريقة لها عمر الزمن، أحد معالم الفخر في دولتنا الحديثة أن يكون تحت مظلتها حسينيات تجاهر بطقوسها حتى أطراف غابة النخيل في الأحساء، أنها أحد شروط الغد والمستقبل.

كنت حريصة على هذه التحية كإعلان لانتمائي للمستقبل، ولأنني أعلم أنني من مظاهر احترامي لهذا المنبر الذي منحتني إياه الأحساء أن أحترم تعدديتها وألوان طيفها المبهج.

أردت ليلتها أن أتمتع بشهقات من الهواء النقي، الذي صاحب البوابات التي أشرعت والطاقات التي فتحت للضوء في مرحلة محملة بالوعود وعهد مطوق بالبشارات.

المرحلة الجديدة لها شرطها، وصناديقها التي تحتاج أرواح جسورة قادرة على معالجة الأقفال التي علاها الصدأ وطوقتها الوحشة، إخلاصنا الوطني وانتماؤنا يحتم علينا الانضمام إلى ركاب قافلة تؤم الغد، حيث تنخفض فيه المركزية والأحادية والحقيقة المطلقة الرافضة للآخر، نحو مدن التعددية والمؤسسات المدنية، المنشغلة بالمشروع التنموي الكبير بعيداً عن التصنيف والفهرسة وجدران العزل.

يوافق مقالي هذا مع تاريخ مفصلي في عمر المملكة. انطوى عام آخر ومزيد من الخطوات في درب مهده ملك تاريخي صاحب رؤى شاسعة.

غداً سيكون تاريخ البيعة لخادم الحرمين الشريفين، عام جديد ونحن نشاركه سعيه نحو حلم وارف مدعم بإرادة صلبة وتصميم لا يضعف.

فهل كنا بحجم المسؤولية؟.. هل استطعنا ترجمة تفاصيل تلك الرؤية إلى إستراتيجيات وآلية عمل تحمل نفس النبض والروح الوثابة التواقة إلى المطلق.

هل روجنا لدعوته العالمية لحوار الحضارات؟ هل دعمنا نزاله البطولي مع مخلوقات تواقه إلى شلالات الدم؟.. هل شاركناه تكتيف قانون التوحش واستبدال قانون الغابة بالشرط الإنساني؟.

عام جديد لعهده الميمون.. عام محمل بوعود تنتظر.. ونوافذ مشرعة.. وغيوم تتخير مواسمها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد