Al Jazirah NewsPaper Monday  15/06/2009 G Issue 13409
الأثنين 22 جمادىالآخرة 1430   العدد  13409
في الشؤون الإسلامية وظائف شاغرة بخطوط حمراء!
د. موسى بن عيسى العويس

 

المؤسسات الحكومية تعيش أزمة في الوظائف، فالطلب عليها من المواطن أكثر من العرض أو الشاغر كما هو معروف، ولسنا البلد الوحيد، أو الأول في العالم الذي تعاني فيه بعض فئاته من البطالة، وطبيعي أن يترتب على هذه القضية .

مشكلات اجتماعية، ونفسية، واقتصادية، وأمنية، ولا زالت الدراسات والبحوث والمؤتمرات والندوات حول هذا الموضوع مستمرة، وربما كانت وطأتها على بلدنا -بحكم الرفاهية والرخاء في العيش- أخف ضرراً من غيرنا في البلدان الفقيرة النامية التي ربما تعاني من مشكلات أخرى إلى جانب البطالة والفراغ.

* في وزارة الشؤون الإسلامية بالتحديد (وظائف شاغرة) مغرية، مدفونة، ومسكوت عنها، رغم الحاجة الماسة لها. قد يتساءل البعض، ما الذي دعا الكاتب، أو لفت نظره إليها؟. هو في الواقع إحدى (الخطب المنبرية) القيّمة النادرة التي تستحث الشباب على العمل، وتحض المسؤولين وقادة الرأي على تلمس احتياجات الناس والأخذ بأيديهم، والشفاعة الحسنة إلى كل ما فيه مصلحة لهم دنيوية أو أخروية، وكل إنسان مؤتمنٌ على رسالة جدير به تأديتها، والتواصي عليها.

* من الصعوبة على أي إنسان يحمل شعوراً دينياً، أو وطنياً، أو إنسانيا أن يرى بعض الفئات مثقلة بوظائف أو امتيازات عديدة وفئات أخرى تعيش تحت وطأة الذل، أو الهوان على الآخرين، أو الاستجداء، بسبب قلة ذات اليد.

* رغم أنها على بند (المكافآت)، في وزارة الشؤون الإسلامية وظائف كثيرة بمسمى (مراقب)، أو (خطيب احتياطي)، أو غير ذلك، مشغولة من أصحاب الفضيلة والسعادة مديري الإدارات والأقسام مع وظائفهم الرسمية بالوزارة للأسف، بحجة أن هذه (مكافآت) مستثناة، وليست (وظائف رسمية)، أو أنها ذات خصوصية، ومجالاتها ليس من الأفضل أن تثار أو تطرح.

هذه مشكلتنا حينما نوهم أنفسنا، ونوهم أصحاب الرأي والفكر أن هناك حصوناً، أو خطوطاً حمراء يجب أن نقف دونها، مهما كان الواقع، ومهما كانت القضية وتداعياتها. وإذا قدّر لكاتب أن يطرحها تناولها على خوف، أو استحياء، أو بأسلوب رمزي، هذا إذا لم يلجأ لمواقع (الإنترنت)، ليطرحها من وراء الحجاب.

* لم نقف في الواقع على محاولات جادة، أو إثارة قوية لهذه الوظائف ولغيرها في المؤسسات الأخرى (كمأذوني الأنكحة) أو غيرهم، إن كانوا يجمعون بين الوظيفة والمكافأة. وأعتقد أن (الديوان العام للخدمة المدنية ووزارة المالية) قادرة على معالجة الموضوع فيما لو قدّم إليها، وقد عالجت بالفعل حالات كثيرة أكثر تعقيداً، لكن كان هناك رجال صادقون مخلصون وراءها.

* نتساءل دائماً، لماذا تحمّل بعض المؤسسات (كوزارة التربية والتعليم) عبء وحمل وتبعية الخريجين، وأن ينال المسؤولون فيها من الغمز والهمز واللمز الشيء الكثير، على حين تظل مؤسسات أخرى قادرة على الاحتضان لهذه الفئات المنكوبة بمأمن من المسؤولية، أو لا تحاول أن توجد حلولا عملية مع المؤسسات الأخرى، بل تكتفي بأسلوب التشاكي والتباكي على المنابر. أتمنى من معالي وزير الشؤون الإسلامية، وهو المعروف بحصافة الرأي والفكر، والتماس حاجات الناس الالتفات إلى القضية، ولن يعدم بإذن الله تعالى من دعوة صادقة في جوف الليل من إنسان أعيته الحيل. وعذرا أصحاب السماحة والفضيلة والسعادة، والتمسوا الأجر والمثوبة من الله، واحتسبوا وحافظوا على هذا الشعار.



dr_alawees@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد