Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/05/2009 G Issue 13387
الأحد 29 جمادى الأول 1430   العدد  13387
ممر
فزاعة الليبرالية..!
ناصر الصرامي

 

(هي قضية وطن يسعى إلى الإصلاح واحتضان الجميع، من أجل المستقبل، وفي مواجهات تحديات كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية قد تتفوق على التصورات البسيطة، والوعي الراكد).

- (القضية ليست ليبرالية دائما، قد يكون بيننا من يحمل أفكارا ليبرالية، لكننا وطنيون، وقضاينا لا بد أن تصبح وطنية، لنصبح جيلا قادرا على المجاهرة بوضع الوطن في المقدمة، ولتبقى الحسابات حسابات وطنية أولا وأخيرا).

هذا جزء من جدل دار بين ثلاثة إعلاميين وثلاثة دعاة، حوار حمل اتفاقا على أن فكرة وجود تيار ليبرالي هو أمر غير وارد، وأن الحديث أو الهجوم على مثقفين أو إعلاميين بتهمة الانتماء إلى تيار ليبرالي سعودي، له هدف واضح يتمثل في استخدام إسقاطات الإسلاميين المؤدلجة لفكرة الليبرالية وتشويه من يقترب منها، بعد أن شوه المبدأ نفسه.

الحقيقة أن دولا عربية سبقتنا بالكثير من الوقت والفكر والممارسة، لا يتوفر بها تيار ليبرالي حقيقي أو قوى قادرة على التعبير عن نفسه، أو تحقيق حضور لائق في المجتمعات العربية، التي تعاني الكثير من الأمية واستخدام القوالب الجاهزة في التفكير ومواجهة الوعي.

والحقيقة الأكثر حزنا، أن الاتجاهات الوطنية عربيا حضورها ضعيف، وتقدم أدبياتها بنوع من الخجل، وهو عائد إلى ربط فكرة الوطنية بفكرة الولاء للدولة أو السلطة الحاكمة، على اعتبار أنه خطيئة طبقا لأدبيات الإسلام السياسي التي كرست للعلاقة بالدولة كإثم، لا يستطيع تحمل وزرها إلا المؤسسة الدينية ورجالها!.

قضايانا وطنية وقد تقترب من الأفكار الليبرالية. وحين نتحدث مثلا عن خسارة الوطن من تأخير تطوير وتجميد التعليم، تطوير وسائله وآلياته، وإدخال لغات وتقنيات في مكوناته ومحتواه ليقدم أجيالا تتجاوز التشويه الحاصل والحفظ المسلطة نار غبائه على الوظائف الهامشية -إن وجدت- فهذه قضية وطنية بامتياز.

وحين يشار إلى تشويه الفتاوى الغريبة والعجيبة لصورة الوطن وثقافته، ويضع مفتٍ رأسه برأس مكاي ماوس، ويلتقط العالم بكل لغاته هذا العبث الديني، لإحداث المزيد من الضرر لصورتنا كسعوديين، إضافة إلى سلسة فتوى تسوق بشكل مشوش لتصل إلى الاستفتاء، هل تجوز الحكومة..؟

إضافة إلى ما يمكن أن نجده في قاموس فكر يصر بإلحاح في أدبياته وحواراته السرية غالبا والمعلنة أحيانا، على استخدام تسمية (جزيرة العرب) في الإشارة إلى حدود المملكة العربية السعودية؟، فنحن أمام قضايا وطنية خالصة. حتى وإن وضعت الليبرالية (فزاعة) يخوف بها أصحاب الأفكار المتشددة والتقليدية أتباعهم والعامة من صحفيين وكتاب ومثقفين ومفكرين وطنيين يبحثون عن حلم أجمل، وأمل لمستقبل أوطانهم.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد