حتى وإن لم يُجسّد تماماً الوحدة الإسلامية التي يحتاجها المسلمون في العصر الحاضر، إلا أن اجتماع وزراء خارجية سبعة وخمسين دولة إسلامية في عاصمة الخلافة الإسلامة الأموية، يشكل رمزية مطلوبة ويحتاجها مسلمو العصر لإظهار تقاربهم وتماسكهم في مواجهة ما يشن عليهم من هجمات عنصرية وأيدولوجية من جهات لم تعد تخفي عداءها للإسلام والمسلمين، مما أوجد ما يسمى ب(الإسلاموفوبيا) واستهداف الدول الإسلامية القوية لتفكيكها ونشر الفتن فيها وشن الحروب الداخلية من خلال تغذية النزاعات العرقية والطائفية، وهذا ما يستوجب على أبناء الأمة الإسلامية بدولها وقياداتها ومفكريها وشعوبها التصدي لهذه الهجمة الشرسة بالعمل على الانفتاح والتصدي جماعياً لمحاولات العداء الساعية إلى خلق التنافر وإشاعة ثقافة الفرقة.
فلقد عملت القوى المعادية للإسلام كدين وكحضارة وكأمة على زرع وتعميم توجه عنصري وعدائي ومشوه للحقيقة بالترويج لأكاذيب غير صادقة، وعكس مفاهيم الإسلام وسماحته، فالإسلام -كما يؤكد جوهره ومضامينه- دين الانفتاح والتواصل الحضاري، ونحن عندما نتحدث عن الإسلام فإننا لا نقصد المسلمين فحسب، بل جميع مكونات ذلك التنوع الغني الذي عبر بوجوده عن حقيقة الانفتاح الذي حمله الإسلام.
ولذلك، فإن القوى المعادية للإسلام عملت - ولا تزال تعمل- على تشويه صورة الإسلام كمرجعية حضارية، ولهذا، فإنهم يسعون إلى تقديم صورة خادعة وكاذبة عن الإسلام والمسلمين ويظهرونهم على عكس حقيقتهم من خلال إبراز أعمال منحرفين وجماعات هم الذين صنعوها وربّوها فخلطوا الكذب بالحقيقة، وشوهوا الحقائق من خلال الخلط بين الإرهاب وبين من يدافع عن حقوقه الشرعية التي كفلتها الرسالات السماوية والقوانين الوضعية.
إن الحملة المعادية والمحمومة التي تهدف إلى تشويه الإسلام كمرجعية حضارية، وعلى المسلمين تتطلب موقفاً إسلامياً جماعياً، والسبعة والخمسون دولة التي يجتمع وزراء خارجيتها في عاصمة الخلافة الإسلامية الثانية عليهم واجب الذود عن الإسلام ورد التعامل المجحف الحافل بالإساءة من أعداء الإسلام، حتى تترجم الوحدة الإسلامية، ولنظهر للعالم أجمع أن المسلمين بخير، وأن دينهم يحثهم على الوحدة والدفاع عن قيمهم ومبادئهم التي قدمت للبشرية حضارة لم تدمر حياة الشعوب، كما يفعل أعداء الإسلام في عصرنا الحاضر.
***