Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/05/2009 G Issue 13387
الأحد 29 جمادى الأول 1430   العدد  13387
رسالة إلى الشباب: انتبهوا لعقولكم !!
مهدي العبار

 

العقل هو أحد مكونات الذات الإنسانية، بل هو العنصر المهم في حياة الفرد..!! وقد وهب الله سبحانه وتعالى العقل للإنسان لينال به المنافع، وأن العقل من أعظم نعم الله على الإنسان وبالعقل فضله على بقية المخلوقات، وبالعقل يدرك الإنسان جميع ما يفيده وكل ما يضره لأن التمييز بين الخير والشر هو مسؤولية العقل.

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في رسالة وجهها إلى أبي موسى الأشعري.

لا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق، فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل!!

وقد وصف ابن القيم الجوزية العقل بأنه الذي عرف به الإنسان ربه وأسماءه وصفات كماله، وبالعقل آمن المؤمنون بكتبه ورسله، وبه عرفت آيات ربوبيته ووحدانيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه. وقال علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- لقد سبق إلى جنات (عدن) أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتماراً لكنهم عقلوا عن الله مواعظه فوجلت منه قلوبهم واطمأنت إليه نفوسهم وخشعت له جوارحهم، ففاقوا الناس بطيب المنزلة وعلو الدرجة عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة، وقالت عائشة -رضي الله عنها- قد أفلح من جعل الله له عقلا. وقد اتفق الناس على أنه لا يتم دين الإنسان حتى يتم عقله.

من هنا يتضح دور العقل وأهميته، وأن وظيفته هي أهم وظيفة في جسم الإنسان، وبدون العقل لن يستطع الإنسان الوصول إلى إدراك الحقائق بالعقل يدرك الإنسان أدوات المعرفة والواقع والتفاعل مع عالم الحس والتجربة، فإذا عرفنا مقدار العقل ومحله فحقه علينا ألا نحطه عن رتبته ولا ننزله عن درجته ولا نجعله وهو الحاكم محكوما ولا هو المتبوع تابعا، وعندما ندرك كل هذه الحقائق فإنه من الواجب ومن الأهمية بمكان المحافظة على عقولنا، وألا ننجرف خلف التيارات، والأهواء والتي من خلالها وبواسطتها يتم فقدان هذه النعمة (نعمة العقل).

إن من فقدوا عقولهم -بقصد أو بغير قصد- نجدهم يحاربون الله ورسوله، ويمتهنون مهنة الإرهاب.

إن من فقدوا عقولهم أصبحوا عاقين لأمتهم ولدينهم ووطنهم؟؟

إنه من المؤسف أن نجد أحفاد الرجال الأخيار من الصحابة والتابعين يمارسون مهنة فقدان العقل، ويحز في النفوس أن تسمع وتقرأ وتشاهد عن من يتسكَّعون في الشوارع والطرقات غير مبالين بالقيم والأخلاق وبأيديهم أذهبوا عقولهم، وهم لم يدركوا بأنهم ثروة مهمة من ثروات الوطن.

إنه من المخجل أن يقوم بعض هؤلاء بالسطو والسرقة من بيوت ومنازل أهلهم وقومهم ومجتمعهم دون رادع أخلاقي أو وازع ديني. نعترف أننا لسنا مجتمعا ملائكيا، لا أخطاء فيه، ولكن علينا معرفة أننا خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؛ صحيح أن الإنسان يخطئ ولكن من لديه عقل لن يكرر الخطأ مرة أخرى، ولهذا علينا جميعا أن نحترم مهنة العقول، وأن نتكاتف ونتعاضد ونقف بحزم ضد كل المؤثرات والأدوات والمواد التي تجعل الإنسان فاقدا عقله، وأن يكون دور الأسرة والمدرسة ومقر العمل مؤثراً وفاعلا، وأن يكون دور المساجد ورجال الأمن والمجتمع ككل محفزا وداعما للوسائل الإعلامية للوصول إلى الأهداف المرجوة، وبالتالي، نضمن بحول الله سلامة العقل في بلد دينه الإسلام ودستوره القرآن. فانتبهوا لعقولكم يا معشر الشباب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد