Al Jazirah NewsPaper Monday  20/04/2009 G Issue 13353
الأثنين 24 ربيع الثاني 1430   العدد  13353
الرئة الثالثة
أخبار ما أهملته الأخبار
عبدالرحمن بن محمد السدحان

 

مَنْ منّا من لم تستفز سمعَه وبصره نشراتُ الأخبار التي تبثُّها وسائل الإعلام هذه الأيام مرات ومراتٍ، ليلاً ونهاراً؟! مَنْ منّا منْ لم يُصَبْ بسقم في النفس وغثيان في الوجدان، وهو يتابع سمعاً وبصراً أنباءَ المجازر البشرية في أكثر من مكان عبر كوكبنا الأرضي الحزين؟!

* *

* بل مَن منا مَنْ تمنّى مرةً أو مرات لو لم يقرأ شيئاً أو يسمع شيئاً أو يفْقَه مِمّا سمع أو قرأ شيئاً؟! مَنْ مِنّا من تمنّى مرة أو مرات لو لم يَعِ حرفاً من تلك الأخبار.. فيعصمَ سمعَه وبصرَه وفؤادَه من الأذى، فلا يضيرُ نفسَه بمصَائبِ قومٍ هنا، أو قومٍ هناك، لا حول له عليها ولا طول، بل هي (فوائدُ) لوكالات الأنباء وقنوات البث الفضائي، تجني منها الثمار!

* لذا، قَرّرتُ هذا اليوم أن أُهديَ القارئَ الكريمَ (نشرة أخبار) مختلفة جداً عما ألفه، اسْتقيْتُ مادتَها مِمّا قرأته هنا وهناك، في أوقات متفرقة!

* *

* تتحدث وقائع هذه (النشرة) الخاصة عن مواقف إنسانية المضمون، فليس للخيال دور يذكر في نشوئها.. ولا (إنشائها)! وسيضطر القارئ، وهو يقرأ بعض مواد هذه النشرة، أن يبتسم ابتسامة يتقاسمها شيءٌ من عَجَب.. وشيءٌ من جَزَع.. وشيءٌ من إشفاق على (أبطال) هذه الحكايات من خلق الله!

* *

* كان ما تقدم موجزاً، وإليكم النشرة مفصلةً:

1) قرأت مؤخراً في إحدى الصحف المحلية نصاً ظاهره (خير)، وباطنه دعابة ترتعد لها الأمعاء كُرْها، يقول النبأ (الدعابة) إن الجُنونَ في عالم الموضة النسائية قد أغْوى أحدهم مؤخراً لاختلاق زَعْمٍ يقول إنّ في القمل فوائد للشَّعر، وشَعر النساء خاصة، خلاف ما توارثته الأجيال عنه كراهية ونفوراً، وأن القمل يملك (القدرة) على تقوية منابت الشعر ويزيدها جمالاً وبقاءً، بل إنه يحُولُ دونَ نشُوء الجَلْطة! والأغربُ من هذا كله أن بعضَ شقيقاتنا من بنات حواء صَدّقْنَ هذا النبأَ، وبحثْن عن القمل في الأسواق تسليماً بقدرته المزعومة على تنمية الشعر وصيانة جماله!

* *

2) أندرو ماكدون، ميكانيكي سيارات مستور الحال، من ولاية رود أيلاند الأمريكية، أهدته زوجته البدينة سبعة عشر طفلاً وطفلة دفعة واحدة عبر عملية استغرقت ثلاث ساعات! ويضيف النبأ أنّ حالة الأم وتوائمِها السبعة عشر أكثر من جيدة!

* *

* الأب (المنكوب) بالفرحة والجزع معاً.. كان على شفا الإغماء وهو يستقبل كلمة (مبروك) وتساءل في صمت: مَنْ سيرْعى هذه (القبيلة) من الأطفال؟ من أين له المال لتدبير ما يحتاجونه من غذاء وكساء.. وتجهيزات أخرى يتطلبها الطفل، ناهيك بالأم الولود! بعض جيران الأسرة عرضوا احتضان بعض الأطفال تطوعاً!

* *

3) النبأ الثالث يورد قصة رجل برازيلي مختل العقل والضمير.. اغتصب ثلاث دجاجات.. تملكها محامية برازيلية؛ إذ ادعت أن (العاشق) المجنون اقتحم حديقة منزلها ذات يوم، وبعد أن نفذ فعلته النكراء في الدجاجات البريئات، قتلهن ودفن جثثهن، ثم ولى فراراً!

المحامية بدورها، صاحبة الدجاجات، أقامت دعوى ضد المجرم، باسم حقوق النساء؛ لأن المغتصب آثر الدجاج على بنات جنسها!

* *

4) النبأ الرابع والأخير يتحدث عن مسنّيْن في دولة أوروبية (رجل وامرأة)، كلّ منهما في عقده الثامن، اقترنا بعد عمر طويل من الحرمان كي يتوجا حبّهما بالزواج، وذلك بسبب خلافات أسرية حَجَبتْ حلمهما نحو نصف قرن! ولله في خلقه شؤون!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد