اطلعتُ على التقرير الثاني لجمعية حقوق الإنسان في المملكة، الذي جاء صريحاً وواضحاً ومتحرراً من القيود.. وهذا ليس بمستغرب، لصدوره من حقوق الإنسان!
وكان التقرير بحق مؤلماً بما حمله من دقة في الرصد، ومفرحاً بما عرضه من آراء وخطط علاجية مقترحة وحلول ممكنة.. ومبهجاً لإفصاحه عن المسكوت عنه.
وإني لأرثي لحال موظفي حقوق الإنسان بسبب ما يواجهونه من قضايا شائكة.. وأشارك الزميل عبد العزيز السويد رأيه في جريدة الحياة بضرورة وجود أطباء نفسيين للعاملين في هذا القطاع، لأن (مباشرة التصدي لهموم وقضايا الناس مسألة شائكة ومعقدة).. وأُؤيده بقوة لتشبيهه بعض كُتَّاب الصحف بموظفي حقوق الإنسان وحاجتهم إلى عيادات نفسية بسبب محدودية قدراتهم وإمكانياتهم في مساعدة الناس!
ولئن أصبحت الصحف الورقية أكثر تحرراً وأقل تضييقاً على الكاتب، إلا أن بعضها ما زال مكبلاً بقيود البيروقراطية المقيتة، وما زال للقلم الأحمر حضوره؛ مما يجعل بعض الكُتَّاب يبحثون عن قناة أخرى للتنفيس ليجدوا ترحيباً من الصحافة الإلكترونية.. والعجيب أن تجد قارئ الصحيفة الورقية باستطاعته أن يكون أكثر تحرراً من الكاتب نفسه بالرد عليه من خلال موقع الجريدة الإلكتروني.
والحق أن غالب الكُتَّاب ممن يشغلهم الهمُّ الوطني والاجتماعي هم بحاجة ماسة لمعالجٍ نفسي يخفف من احتقانهم ويداوي إحباطاتهم بسبب تجاهل بعض المسؤولين الرد على موضوعاتهم المطروحة عبر الصحف.
ولعلي أحد الكُتَّاب المغموسين بهموم الناس.. فمنذ ممارستي الصحافة وبالذات الموضوعات الاجتماعية تلونت حياتي بالهموم، حتى لمسها مَن حولي، وقد يتوسل إليَّ بترك هذا النوع من الكتابة التي تحمل الأسى في ثناياها، والكآبة بين أضلاعها!.. حيث أتلقى رسائل مختلفة من القراء يسكبون في قلبي معاناتهم، وحين أتفاعل معهم وأطرحها عبر عمودي أُفاجأ بعدم التجاوب المطلوب والرد الذي يشفي الغليل من بعض أصحاب القرار، إلا من رحم ربي.
ولئن تحققت بعض الأشياء من خلال الكتابة إلا أنها لم تصل للطموح الذي أنشده! فناي منشودي يعزف حزيناً حين ينفخ به زفير الألم من رئةٍ مثقلة بالهموم! فماذا تراك فاعلاً وسط إمكاناتٍ ضئيلة وسياجٍ متينة؛ إلا أن يحيط بك الوجع، وتتربص بك قلة الحيلة عندما تتلقى رسائل أشخاص يتعرضون للعنف؛ فيلجؤون إليك ويستغيثون بك لإنقاذهم من مخالبه؟! أو تطلق زفراتٍ تتبعها عبرات؛ لأنك تعلمُ أن هناك مسؤولاً بيده الحل، ولكنه لا يعبأ بالمشكلة، أو لا تمس شغاف قلبه، أو أنه مشغولٌ باجتماعاتٍ واستقبالاتٍ ومؤتمرات!
ولأن الحديث يدور في فلك حقوق الإنسان، فإنني أُناشدهم باسم جميع السيدات برفع الظلم عن كل امرأة حُرمت من حقوقها المادية أو المعنوية من قِبل رجل عموماً، ومن لدن زوج خصوصاً حين يحرمها من حضانة أولادها أو النفقة عليهم، فتجدها تقع فريسةً للشقاء أو الابتزاز في بلدٍ تحكمه شريعة سمحة تضمن لها حقوقها كاملة، وسياسة حكيمة تقدِّر لها دورها.
فيا حقوق الإنسان، أشكو إليكم شقاء المرأة في بلادي، وأشكو لكم تراخي المسؤولين عن إنصافها.
ويا ربِّ.. أشكو لك قلة حيلة الكاتبة، وضعف قوة المرأة، ووهن صلابة الأنثى!
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342