Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/04/2009 G Issue 13338
الأحد 09 ربيع الثاني 1430   العدد  13338
ممر
النائب الثاني.. برغماتي وقوي..
ناصر الصرامي

 

الإعلان عن تقلد الأمير نايف بن عبد العزيز منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء أظهر معادلة مهمة في استقرار وثبات نظام الحكم الراسخ، إضافة إلى العمل المشترك لمؤسسات الحكم في تيسير شؤون البلاد، بعيد عن الظروف الصعبة والمفاجآت.

إلا أن التعيين الجديد لنايف، رجل الأمن القوي كما يوصف الإعلام الأجنبي، والذي يشغل منصب وزير الداخلية منذ العام 1975، جاء في سياق المتوقع، وذلك للقيمة الكبيرة التي يجسدها الأمير كأحد أعمدة القوة في مؤسسة الحكم.

شغل الأمير نايف منصب وزير الداخلية منذ العام 1975، وتميزت فترة علاقته بهذا الجهاز بالقوة في مواجهة تحديات كبرى، وتبقى ذكريات العام 1979 فارق مهم، حيث تم تصفية الجماعة الإسلامية المتطرفة، التي استولت على الحرم المكي ومارست أعمال عنف دموية داخله، تبعها في فترة لاحقة تحديات وإشكاليات الأمنية كبرى واجهتها البلاد، بلغت ذروتها مع بروز تنظيم القاعدة الذي هدد الحياة العامة وحاول ضرب الاقتصاد، إلى أن تمكن جهاز الأمن الداخلي من تقليمه بعد ضربات استباقية موجعة وجهت للتنظيم وسبل تمويله والمتعاطفين معه والمتسترين عليه، إضافة إلى البرامج التوعوية والتأهيلية المصاحبة للمصابين بإعاقات فكرية أو المغرر بهم. وفي أول حوار صحفي كنائب ثانٍ لرئيس مجلس الوزراء، أعلن عن وجود خلايا إرهابية نائمة في السعودية، لكنه أكد بحزم أن (الأجهزة الأمنية ستصل إليها قبل أن تستيقظ).

وصعود الأمير نايف المرتقب جاء لرجل أسس وقاد أجهزة أمنية بالغة التشعب والحساسية والنفوذ، و تحظى بأهمية بالغة في تأمين الحماية العامة والأمن، إضافة إلى مشاركته المستمرة في عمل الحكومة لسنوات بما ترأسه من مجالس إدارية وتنفيذية عليا، قام خلالها بدراسة المؤسسات والهيئات الحكومية لعقود.

وللتذكير فهو يترأس فخرياً مجلس وزراء الداخلية العرب، أنجح المجالس العربية المنبثقة من الجامعة العربية، إن لم يكن الوحيد.

والنائب الثاني يتميز بأمر واضح وملفت في وسائل الإعلام، حيث الصراحة والوضوح حين يتعلق الأمر بحقائق الأمور على الأرض، وتضع إشارته وتصريحاته اليد مباشرة على العلة دون تردد، فقد كان أول من انتقد تنظيم الإخوان المسلمين علانية ودوره في تصعيد العنف والأدلجة السياسة في البلاد.

هذا إلى جانب انفتاح الأمير ووسطيته في التعامل مع التيارات المختلفة، فهو البرغماتي السياسي القوي كما يوصف.

النائب الثاني يشغل هذا المنصب في وقت بالغ الأهمية والمغزى في ظل تصعيد معلن لقوى إقليمية ومحاولة دخولها على الخط للمنافسة في القيادة الإسلامية وتداخلها مع الوضع العربي، حيث ظلت المملكة القوية اقتصادياً وسياسياً المرجع الروحي للعالم الإسلامي، وقدرها أن تبقى كذلك لقيادة الاعتدال في الأمة.

إلى لقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد