فوز مدير جامعة الملك سعود بجائزة الشرق الأوسط للشخصيات التنفيذية يعكس أهمية الدور الذي قام به الدكتور عبدالله العثمان خلال العامين الماضيين في بناء مرحلة تطوير، وتأسيس حراك علمي متميز داخل الجامعة، وبناء شراكات إستراتيجية للجامعة ..
مع المؤسسات التعليمية والاقتصادية داخل المملكة وخارجها. والجميع متفق مع أنه نقل جامعة الملك سعود إلى مصاف الجامعات الرائدة في المنطقة، والى الجامعات المنافسة عالميا. ولهذا فتعد هذه الجائزة تكريما لشخص الدكتور عبدالله من خلال أعماله الكبيرة داخل الجامعة..
ومن معايير التميز التي رشحته لنيل هذه الجائزة -كما أشار إليها معهد جائزة الشرق الأوسط للتميز- أن المرشح يكون قد قام بنجاحات وانجازات متميزة ساهمت في الارتقاء بمستوى أداء المؤسسة، من خلال قدرته في ابتكار وخلق استراتيجيات وخطط عمل متميزة، كما من المعايير تمتعه بمهارات قيادية مكنته من صياغة التوجهات الإستراتيجية وتطبيق نظم الإدارة الحديثة في المؤسسة. ومن المعايير أن يكون المرشح قد قام بتطبيق خطط تطويرية إدارية وتنفيذية فعالة خلال الثلاث سنوات الماضية. ولا شك أن معالي مدير جامعة الملك سعود يستحق بجدارة هذا التكريم، نظرا لما حققته جامعة الملك سعود وفي فترة قياسية من تطوير في كافة المجالات، ومن نقلة دولية في تصنيفات الجامعة عالميا. وهذا التكريم كما نراه هو انعكاس مهم لتطور مؤسسات التعليم العالي في المملكة، من خلال نموذج جامعة الملك سعود.
إن فوز الدكتور عبدالله العثمان بهذه الجائزة يعني أن الأعمال التطويرية التي حدثت في أرجاء الجامعة خلال أربعة وعشرين شهرا فقط قد وصلت أصدائها ليس فقط على المستوى الأكاديمي، بل إنها بدأت تدب في مجالات أخرى ليست تعليمية، مثل جوائز إدارية كجائزة معهد الشرق الأوسط للتميز، الذي يبحث عن أميز القيادات التنفيذية، ويبحث عن ممارسات إدارية متميزة ليكرمها ويشيد بها، لتكون نماذج مهمة على صعيد العمل الإداري والتنفيذي، ويؤسس لمدارس إدارية تحتذي بها مؤسسات أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
إن تجربة جامعة الملك سعود هي تجربة فريدة وتستحق الدراسة من جميع النواحي، لأنها تجربة نجاح كبيرة لجامعة ذات إمكانيات كبيرة، ولكن لم يتم فيها توظيف هذه الإمكانيات واستثمارها. ولكن عرف الدكتور العثمان ابن الجامعة وهو الذي درس بها، وابتعث منها، وعاد إليها أستاذاً وإدارياً، ثم وكيلا لها.. عرف أن هذه الجامعة يمكن أن يتم فيها تفجير الطاقات، واستثمار وتوظيف الإمكانات في بناء برامج تطويرية جديدة، لصالح صورتها وسمعتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.. وهذا ما فعله على أرض الواقع، حيث عمل مع كوادر أكاديمية ووظيفية وطلابية من داخل الجامعة في التفكير والتنفيذ والمتابعة لبرامج جديدة وتطوير برامج قائمة حتى تمكن من ما يمكن تسميته بإعادة هيكلة حقيقية وليست شكلية لجميع منظومات الجامعة. ويمكن أن نقول إن ما حدث في الجامعة أشبه بهزة عنيفة درجتها أكثر من سبعة على مقياس رختر.. أدت إلى إعادة بناء وتفكير في كل مسلمات الجامعة.. وأعاد وضع أولويات لها على مستوى الأقسام والكليات والوكالات.. وعبر بوابات الطلاب والأساتذة والهيئة التوظيفية. وهذه الهزة العنيفة أثمرت في تغيرات كثيرة ليس على صعيد العمل والبرامج، ولكن على صعيد الفكر والرؤية. وحققت جامعة الملك سعود نتيجة مثل هذه الرؤية والاستراتيجيات ريادة عالمية لم نكن -صراحة- نحلم بها لأي جامعة سعودية، ولا لأي جامعة في منطقتنا العربية والإسلامية.
وقد سعدنا نحن في المملكة العربية السعودية، وفي أسرة التعليم العالي، وخاصة أسرة جامعة الملك سعود على تكريم شخصية مثل شخصية الدكتور العثمان، لأننا نشعر أن هذا تكريم وتقدير إقليمي ودولي لما حققته الجامعة في عهده من برامج تطويرية وانجازات علمية وتحالفات إستراتيجية وشراكات متميزة، صعدت من خلالها الجامعة إلى سلم التصنيفات العالمية بقوة وبجدارة. ويجب الإشارة إلى أن خطط وبرامج الجامعة في انتظام واستمرار ولن تقف على ما وصلت إليه، بل هناك الجديد الذي نراه يوميا في أرجاء الجامعة، يشعرنا بأن قطار التطوير مستمر، وسريع، ومتجه إلى مراكز تميز جديدة للجامعة.
وختاماً، نحن منسوبي الجامعة نهنئ معالي الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان على تحقيقه شخصية عام 2009م التنفيذية على مستوى الشرق الأوسط على الصعيد المؤسسي. ونهنئ أنفسنا على هذا الانجاز الذي تحقق لنا ولجامعتنا ولمؤسسات التعليم العالي في بلادنا. والمستقبل واعد بالكثير من أوجه التميز على مستوى جامعاتنا، وعلى مستوى جامعة الملك سعود على وجه الخصوص..
المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية
أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود
alkarni@ksu.edu.sa