إذا كان تأنيث محلات بيع الملابس النسائية واجباً، فإنني الآن أعتبره ضرورة، ولو كان لي من الأمر شيء لسعيت إلى تطبيقه فوراً.
لقد قرأت خبراً وقف له شعر رأسي حيث نشرت (صحيفة المدينة) على صفحتها الأخيرة:
(تمكن أعضاء هيئة مركز البلد التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من القبض على وافد يعمل بأحد المراكز التجارية في المنطقة المركزية يقوم بتصوير الفتيات المتسوقات داخل المحل التجاري الذي يعمل به وكان المركز قد وردته شكوى من والد الفتاة من قيام هذا الوافد بمراقبة ابنته والقيام بتصويرها بجهاز كاميرا تصويراً خاصاً وعلى إثر ذلك قام رجال الهيئة بمداهمة المحل المذكور وتم تصفح الجهاز ووجدت به صور الفتاة كما وجدت صور لبعض النساء والفتيات من جنسيات عدة ممن يرتدن المحل الذي يعمل به هذا الوافد عند ذلك تم القبض عليه وإحالته لقسم الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله).
تصوروا:
بلغ الأمر إلى هذه الدرجة!
رجل وافد يصور النساء اللواتي يأتين لشراء ملابسهن وحاجاتهن..!
رجل وافد - مع الأسف - يستبيح حرمات بنات هذا الوطن والمقيمات على أرضه، وشكراً للهيئة التي تنالها بعض أقلامنا بالنقد المبالغ فيه وبتضخيم ما يقع من أخطاء بعض منسوبيها شأنها شأن أي جهاز آخر.
شكراً للهيئة على مثل هذه المتابعات التي لولاها لظل مثل هذا الوافد أو غيره ممن باع أمانته سواء كان مواطناً أو وافداً لظلوا ينتهكون حرمة نسائنا وأعراضنا.
***
وأمر آخر في هذه المحلات انظروا إلى نوعية من يبيعون الملابس الداخلية النسائية وخصوصاً الوافدين.. انظروا إلى شعورهم وصدورهم المفتوحة.. لقد كتب أخي الأستاذ الكريم الشريف منصور أبو رياش في (ومضة قلمه) الغيور عن واقع مؤلم من خلال مشاهدته، وأنقل ما رآه باختصار: (نشاهد الآن البعض من الباعة شكلهم لا يوحي بأنهم باعة بل يترجم شيئاً آخر.. كيف يسمح لطواقم من الوافدين من مختلف الجنسيات يعملون في المحلات المخصصة للنساء ودون أي ضوابط فهم يظهرون شعورهم الطويلة وقد رُبطت بالربطات النسائية وقد ألبسوا أعينهم عدسات ملونة ودهنوا سحناتهم بالمكياج النسائي ولبسوا القمصان النسائية المغنجة.. هل هذا شكل باعة يتعاملون مع النساء في هذا المجتمع الإسلامي المحافظ).
أجل أخي أ. منصور هل هؤلاء باعة أم (مغازلون)؟
إن بلوغ الأمر هذه الدرجة يجعل من تأنيث المحلات التي تبيع حاجات وملابس النساء ضرورة لا تقبل التأخير.
إنني أدعو مع الكاتب الكريم إلى تنفيذ قرار تأنيث المحلات بشكل عاجل وحازم فليس بعد هذه الحوادث والأشكال أدنى مهلة في تأخير تطبيق القرار وبخاصة أن هذا القرار صدر منذ فترة ولكن تنفيذه يتم ببطء شديد وللأسف، والسبب هم بعض التجار وأصحاب المحلات السعوديين الذين يريدون أن تزيد أرقام أرصدتهم في البنوك ولو على حساب أخلاق وأعراض نساء الوطن حماهن الله وحماه.
***
2- سلام مع النفس..!
** هناك أشياء في الحياة غالية جداً!
لا يعوضك عن فقدها لمعان النقود.. أو امتلاك الألماس.. أو حتى الظفر بأحلى الحسان..!
هناك أشياء هي غير المال وغير زخارف المادة لكنها غالية جداً يكبر الحزن بفقدها ويحضر الارتياح بحضورها..!
إن من أغلى هذه الأشياء التي يفتقدها الكثيرون: (العيش بسلام مع النفس).
حقيقة صائبة قد لا يستطيع كثير من الناس أن يعانقها لأنه مشغول بما يجلب القلق إلى وديان نفسه: ركضاً وراء الدنيا، أو عداء للناس أو..!
***
3- رسالة عطر لا عهر..!
** قارئ كريم بل أظنه كاتب قدير يمطرني بندي كلماته كلما قرأ (جداولي) صباح السبت، وذلك عن طريق مفتاح الكاتب عبر صحيفة (الجزيرة).
إن حروفه تشي بالجمال، وسطره يهيم في فضاءات الإبداع.. فقط أستشرف أن يوقّع حروف رسالته، وبخاصة أنه يهادي بينها عطراً يستحق أن ينسب إلى عبقه، وليس عهراً يخجل من أن يكتب إليه.
اقرؤوا معي آخر مقطوعة عبقت فضاء شاشة الجوال:
(كأني بك ترشّ الندى كل صباح.. حتى يُزهر الياسمين ما بين الفضاء وبين الماء.. وتهفهف النسائم على مرفأ النبض.. ويرقص على ضوء القمر طائر الحلم.. حين تكتب وتلامس كلماتك أماكن قصية أو منسية وكأني بك ترسم بحراً ومراكب وأشرعة.. وتهب للروح أجنحة وفضاء).
الرياض 11499 - ص ب 40104
فاكس: 014565576
hamad.alkadi@hotmail.com