Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/03/2009 G Issue 13326
الثلاثاء 27 ربيع الأول 1430   العدد  13326
المنشود
الذئب والقاصية!!
رقية سليمان الهويريني

 

بات من المعتاد أن نسمع يومياً عن فتاة طلبت النجدة من الهيئة لتخليصها من شاب أمسك بتلابيبها مُرغِماً إياها على مجاراته والرضوخ لمطالبه، أو إلقاء رجال الهيئة القبض على شاب وفتاة في وضع مخل.

وحيث إن تلك الحوادث توجد في كل المجتمعات وتزيد وتنقص تبعاً لمدى الوعي بخطورة الممارسات غير الأخلاقية؛ فإنه يحسن عدم المبالغة في نشرها إعلامياً بشكل متكرر، وتسليط الضوء عليها بصورة مزعجة.

وبدلاً من قيام الهيئة بتوعية الفتيات بوجه خاص بالمخاطر التي يمكن أن يقعن فيها وابتزاز الشباب لهن عبر أساليب مختلفة، يأتي دورها معالجاً آنياً دون إيجاد طرق وقائية للحد من تلك الظواهر السلبية والتقليل من حدوثها. وأقصد أن تُعنى الهيئة بتوظيف متخصصين بالعلوم الشرعية والاجتماعية والنفسية من الجنسين مهمتهم توعية الشباب ضد المخاطر وتحصينهم من الأفكار الهدامة والمطامع التي تؤدي بهم إلى أغوار سحيقة من المصائب قد لا يدركون أبعادها إلا بعد الوقوع فيها.

والحق أن هذا الجهاز الضخم أصبح يفرض وجوده؛ فأوكلت إليه مهام أمنية عالجها بسرعة بعيداً عن البيروقراطية المقيتة؛ إلا أننا نرتئي منه القيام بمسؤولية التوعية الأسرية والعلاج الوقائي بعد عجز بعض القطاعات التربوية والاجتماعية عن الاضطلاع بهذا الدور البالغ الأهمية!

ولعلني أذكر بحكم التخصص بالشأن الاجتماعي بعض الأمور التي تُغري شبابنا بتجربة الجديد والغريب، ومنها مكالمة الفتيات للشباب، على سبيل المثال، حين تجد الفتاة مَن يتكفل بشحن جوالها مجاناً دون اللجوء إلى أسرتها في ظل توفر هذا الجهاز الخطير بمتناول أيدي المراهقين والمراهقات! وتزداد خطورة الأمر حين تنشأ علاقة بينهما؛ مما يدفع الشاب أحياناً إلى السرقة أو اللجوء إلى طرق إجرامية لأجل شحن جوال مَن يخيل إليه أنها محبوبته!

ومن الأمور التي تحيط بالشباب أيضاً، وخصوصاً المراهقين، وقوعهم ضحايا لمروِّجي المخدرات والخمور، وهو أمر مخيف؛ فيبدؤون بالتدخين وينتهون بتجربة أشياء أخرى قد يدفعون حياتهم ثمناً لها.

ولا أحسب أن هناك جهات رسمية تُعنى بالتثقيف غير المباشر والتوعية الصحيحة سوى اجتهادات من جمعيات أهلية تقابلها صعوبات وظيفية واقتصادية تقف عائقاً أمام تنفيذ طموحاتهم.

إن التوجيهات المباشرة التي يقدمها بعض المتحمسين من الدعاة والمتحمسات على مسامع الشباب لم تجد القبول ولم تؤتِ ثمارها! ومنها المحاضرات التي تلقيها وتكررها مشرفات التربية الإسلامية في مدارس البنات كواجبات تحسب لهن عملاً وظيفياً فقط، يُبدأ فيها بالتخويف من النار وتنتهي بتوقيع مديرة المدرسة على إلقاء المحاضرة وسط ضجيج الطالبات وضجرهن! وكان الأجدر تنبيه الفتيات إلى خطورة تساهلهن بمحادثة الرجال عموماً، والشباب على وجه الخصوص، ولا سيما بعض موظفي شركات الاتصالات ومحلات صيانة الحاسب، حيث تبدأ منهما الشرارة ولا تنتهي إلا بمآسٍ لعدم إدراكهن أبعاد ذلك، والعذارى يغرهن الثناء!

ولا بدَّ من قيام الوالدين بهذا الدور وتجنيب الصبايا خوض تجارب عاطفية وهمية مريرة! والذئاب عادةً لا تنقضُّ إلا على القاصية من الغنم، البعيدة عن رقابة ومتابعة الراعي!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد