Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/03/2009 G Issue 13326
الثلاثاء 27 ربيع الأول 1430   العدد  13326
ممر
ألو.. مخابرات...!
ناصر الصرامي

 

هناك رجال وأجهزة تتجاوز المألوف والتقليدي، وحين تقدم نفسها بطريقة مختلفة وتمارس أعمالها خارج السرية والكلاسيكية والأبواب المغلقة فإنها تحقق نجاحا وقفزة لطريقة إدارتها.

وهناك أجهزة ورجال يبقون في ظل ويتحاشون الحركة خارج حدود وضعوها أو وجدوها، ليبقوا أجهزتهم حبيسة التقليدية والتكرار في التعامل والعلاقة والتوظيف، وهو ما ينعكس على سلبية الأداء.

وهو أمر يحدث من إدارة أو قسم داخل جهاز بيروقراطي نسمع عنه ولا نرى منه أحداً، ومن وزارات، فلدينا وزراء لا يتكلمون ولا يظهرون للإعلام، ولم نتشرف بسماع نبرات صوتهم من قبل، وما أكثر وزراءنا الصامتين.

لدينا أجهزة ومؤسسات ودوائر حكومية وشبه حكومية متعالية على الناس، وبعيدة عن همومهم، وترفض في تعقيباتها الصحفية النادرة الاعتراف بتقصير أو خطأ، والحديث بشفافية مكتفية ببيانات صحفية باهتة تصدر عن قسم العلاقات العامة.

ولدينا أجهزة ومؤسسات حكومية يصعب الوصول إليها للشكوى والاقتراح، حتى صندوق الاقتراحات الخشبي أصبح منسياً، أجهزة غير مبالية، لا توفر وسائل تواصل مع الناس، ولا يتوافر لها موقع إنترنت (لائق) أو حتى رقم هاتف أو فاكس معلن، فهي مغلقة وتمارس أعمالها بتحفظ ومنّة.

هذه الأجهزة ورجالها لعلهم يتعلمون من تجربة الانفتاح على الناس التي تظهر في أنشطة جهاز الاستخبارات العامة الذي يقوده الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

هذا الجهاز المعلوماتي الذي كانت الحساسية وأشياء أخرى تأتي عند ذكر اسمه، أصبح حاضراً في الإعلام والمبادرة، والحديث إلى الناس، بل أصبح من الممكن أن تجد أكثر من موضوع صحفي يتحدث حول نشاطاته، طبعا المعلن منها فقط!.

أمس الأول أعلن الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة أنه وبعد تواصل رئاسة الاستخبارات مع المواطنين عن طريق الإنترنت تم حل ثلاث قضايا, في حين أنه لو عملت الاستخبارات السعودية بكل ما لديها مع الاستخبارات الأخرى لن تحل بهذه الطريقة.

من الواضح أن تجربة التواصل مع الناس تلك وما حققته من نتائج إيجابية قادت للخطوة التالية، التي أعلن عنها وهي قرب إطلاق الرقم 985 المخصص للاستخبارات وللتواصل مع المواطنين على مدار الساعة.

الأمير مقرن كان يتحدث في مؤتمر الصحفي- والمؤتمرات الصحفية نادرة جدا من قبل مسؤولي الدولة بالمناسبة!- بعد زيارته لجامعة الملك سعود ومعهد الملك عبدالله لتقنية النانو، وتوقيعه اتفاقية للدراسات والبحوث والخدمات الاستشارية والعلمية وتوقيع عقد إنشاء كرسي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لتقنيات أمن المعلومات.

ملفت أيضا دور المرأة السعودية في أعمال الاستخبارات السعودية؛ حيث قال الأمير مباشرة: (لدينا مجموعة من النساء السعوديات يجب على كل سعودي وسعودية أن يفتخروا بهن حيث إن تقاريرهن وتحاليلهن واقتراحاتهن أفضل من الرجال بعشر مرات).

إلى لقاء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد