في حياتنا اليومية نرى الناس تقوم بأنماط مختلفة من السلوك، باتجاه أهداف معينة هي الأخرى مختلفة ومتباينة من شخص إلى آخر، فالطالب الذي يرغب في النجاح والموظف الذي يرغب في الحصول على مركز وظيفي متقدم والفقير الذي يسعى إلى طلب الخبز، والطفل الذي يبكي من أجل لعبة جميلة شاهدها في السوق.. كل أولئك يسعون جاهدين نحو تحقيق رغباتهم ولا يغمض لهم جفن حتى يتأكدوا من تحقيقها.

وعندما نتساءل: لماذا يتصرف الناس على هذا النحو؟ ولماذا كل هذا الحراك الاجتماعي الذي لا يهدأ ثانية واحدة؟ ولماذا كل هذه الرغبات والطموحات؟.. تقفز (الدافعية) كمحرك حاسم لكل ذلك، باعتبارها دافعية باتجاه الحياة، باتجاه بلوغ مستقبل جميل يصبو له الجميع.

يقول الفيلسوف الألماني شوبنهور: (نحن لا نريد شيئاً لأننا وجدنا أسباباً له، ولكننا نوجد أسباباً له لأننا نريده). مؤكداً أن شخصية الإنسان تكمن في إرادته، وهذا يفسر أن السلوك يحركه وقود داخلي باتجاه هدف معين، فالدافعية أو الإرادة -على حد تعبير شوبنهور- هي الإنسان ذاته.

سر ضعف التعليم وتدهور الإنتاجية ونقص المهارات وتأخر المجتمع وكسل الأطفال وخمول المراهقين، يكمن في الدافعية، فهي الوقود الذي يحرك الإنسان باتجاه الهدف، فإذا ما عرفنا أن نطور من شخصية الإنسان وأن نشحن دافعيته أصبح لدينا إنسان (سوبر مان)، قادر على العمل والإنتاج والمنافسة.