شكراً لله تعالى، ثم شكراً لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه - الذي جسّد وبشكل قوي متطلبات المرحلة التي يعيشها وطننا العزيز؛ فنهج إلى التجديد وسارع - وهو ما كان دائما - إلى الإصلاح والصلاح؛ حيث أمر -حفظه الله- بتعيين عدد من الوزراء ونواب الوزراء وإعادة هيكلة مجلسي القضاء والشورى بغية التطوير والتحديث دون مساس بالثوابت في مواكبة منه - رعاه الله - للنقلة النوعية الثرّة التي تشهدها بلادنا الغالية.
هكذا هُم الكبار، وهكذا هو خادم الحرمين الشريفين يعيش هموم المواطنة الحقة، ويصوغ الخطط اللازمة للنهوض بالبلاد والعباد إلى أجواء رحبة من الشفافية والصدق والنقاء. هكذا هو الملك الأب الحاني الذي وضع نصب عينيه تحقيق ما يحتاجه الوطن والمواطن من نماء ورخاء وعزة وكرامة.
إن من شرُف بهذا التكريم الملكي الكريم، وحمل همَّ المسؤولية وثقل الأمانة لهو جدير بالحضور والحبور.. كما أن من مضى منهم كان له نصيب من ذلك الحضور والشرف، وقد أدى ما عليه حسب اجتهاده ومقدرته، ولذا كان القادمون خير خلف لخير سلف.
ولي وقفة قصيرة مع صاحب المعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعين للتوِّ فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين الذي أبلى بلاء حسناً في الأعمال الخيرية، وكانت له بصمات واضحة في مجال البر والإحسان؛ خصوصاً ما يتعلق منها برئاسة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الرس، وجمعية البر الخيرية ومجلس إدارة مركز التآخي لرعاية المسنين في محافظة الرس أيضا، كما عمل في سلك القضاء في الزلفي والعلا والرس، ثم رئيساً بالمحكمة العامة بمحافظة الرس، فمستشاراً متفرغاً بالديوان الملكي قبل تنصيبه رئيساً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن هذه الأعمال الخيرية التي قام بها معاليه وسخّر نفسه من أجلها هي شاهد حي على أن قلبه مليء بالخير والصلاح والهدى، وأن نفسه التواقة إلى فعل الخير وإسداء المعروف حريٌ بها أن تكون نفساً زكية بتوفيق الله تعالى ومشيئته. لا أعدُّ هذا إطراءً له - أثابه الله - بقدر ما هو تأطير للصورة الحقيقية التي عرفه الناس بها، وإنني من خلال مقابلتي لمعاليه في أول يوم دلف فيه إلى مقر الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رأيت في شخصه الكريم من الحكمة والتواضع ودماثة الخلق وحب الخير الشيء الكثير، وما قوله مخاطباً مسؤولي الرئاسة (إنني ضعيف بنفسي وقوي بالله ثم بكم أيها الزملاء) إلا دليل قوي على ذاك التواضع وتلك الأريحية، كما أكد معاليه على مبدأ حسن الظن وأن الأصل بالمتهم أنه بريء حتى تثبت إدانته، مذكّراً بقول الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- (أن أخطئ بالعفو خير من أن أخطئ بالعقوبة) وهذا يدل على طهارة القلب وحسن الظن بالآخرين، وما إخال معاليه إلاّ مرتسماً للنهج النبوي القويم الذي يقدم البراءة والطهر على الاتهام والبهتان، ويؤكد في أكثر من موقف على التروي والتثبت ودرء الحدود بالشبهات، وما قصة ماعز والمرأة مع نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- إلا أدلة صريحة على هذا النهج الإسلامي الذي لا يجاريه نهج آخر، وإنني بهذه المناسبة أنتهز هذه الفرصة لأعبر لمعاليه عن أصدق تهانيَّ القلبية على هذه الثقة الملكية الكريمة سائلاً المولى جل وعلا أن يمتّعه بالصحة والعافية، وأن يمده بعونه وتوفيقه وتسديده ويبارك له في عمره وماله وولده، وأن يرزقنا وإياه ومسؤولي الرئاسة عموماً الإخلاص في القول والعمل، كما أسأله تعالى أن يحفظ لنا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، ويقيهم كل سوء ومكروه؛ إنه سميع مجيب الدعاء.
محمد بن عبدالرحمن الغماس
المستشار بمكتب الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر