التغييرات التاريخية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- خلال الأيام الماضية والتي طالت العديد من الأجهزة المهمة في الدولة جاءت استجابة لمتطلبات النهوض والبناء ومضاعفة جهود الإصلاح التي بدت ملامحها منذ تسلمه مقاليد الحكم في البلاد، وهاهي الجهود المخلصة تتوالى وتتواصل من أجل بناء غد مشرق للمواطن والوطن، وبالفعل وجدت تلك التغييرات الجوهرية استحساناً وترحيباً من مختلف قطاعات المجتمع وكافة فئاته؛ لأنها تعبر عن مشاعره وتلبي متطلباته الحياتية التي لامسها المليك ووضع يده عليها من خلال متابعته الدؤوبة وقراءته الدقيقة لمجريات الأحداث، ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل أيضا على الصعيد الدولي، الذي لا بد للمملكة أن تتواكب معها إيجابياً بما يخدم المصلحة العامة.
رؤية المليك -حفظه الله- تتمحور حول أهمية تغيير الدماء وتجديدها في شرايين الحياة العملية بما يعود بالنفع على الجميع، كما أن التنوع في الخبرات والتجارب يصب في مصلحة خير الوطن ونمائه وتقدمه وازدهاره، لذا جاءت التغييرات التي تعد الأولى من نوعها منذ تولي خادم الحرمين -حفظه الله- الحكم لتدفع بالمزيد من الوسائل والآليات نحو الإصلاح والبناء ولتطوير الخدمات في مختلف الدوائر وتجويدها بما يسد حاجة المواطنين ويرضي طموحاتهم ويفي بمتطلباتهم المتزايدة مع اطراد حركة الحياة وزيادة النمو السكاني واتساع الرقعة الجغرافية والعمرانية للمدن.
صحيح أن الوزراء السابقين وبقية المسؤولين الذين أعفوا من مناصبهم سواء بناء على رغباتهم أو بدون ذلك، كانوا يبذلون الكثير من الجهود، ولا شك أنهم تركوا بصمات واضحة يشكرون عليها، ولكن رؤية المليك دائماً صائبة تجاه المصالح العليا للبلاد والتي اقتضت التغيير وضخ دماء جديدة لتضاف جهودها إلى الجهود السابقة وتطويرها والارتقاء بها بغية الوصول إلى مراحل رفيعة من التطور والنماء الذي يحقق الوفرة والرخاء والنهوض المنشود، كما أن الوزراء الجدد وبقية المسؤولين الذين نالوا الثقة الملكية الغالية ينتظرهم بذل المزيد من الجهد وتنتظرهم مهمات ليست سهلة، إنما مطلوب منهم ترجمة هذه الآمال والتطلعات إلى واقع ملموس، لا أقول بين يوم وليلة ولكن المهم أن يعي هؤلاء حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي ينتظر ثمارها المواطن وهو يحدوه الأمل لإحداث التغيير الذي يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين كنتيجة طبيعية لهذه التغييرات.
الوطن غني بأبنائه ذوي الخبرات والتجارب الناجحة، الذين تأهلوا بفضل الله ثم برعاية الدولة لهم وتهيئة الأجواء لهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من علم ومعرفة وفكر ومقدرة على التخطيط والإسهام في بناء الوطن، كما أن الدولة -أيدها الله- وفرت كافة الإمكانيات التي تمهد لتنفيذ سياسات الدولة، حيث أعطتهم الصلاحية الكافية والميزانيات العالية وأمدتهم بكل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق الأحلام والآمال والتطلعات.
بقي لنا أن نسأل الله تعالى أن يعينهم على تحمل المسؤولية، وأن يسدد خطاهم ويوفقهم إلى ما يلبي الآمال، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ويمتعهما بتمام الصحة والعافية ويديم نعمة الرخاء والأمن والاستقرار في ربوع بلادنا ويحفظ أهلنا جميعا من كل مكروه انه سميع قريب مجيب.
Alsalamah55@Gmail.com