في الطائرة
رأيتها
وحيدة مسافرة
بلا حقيبة ولا أمتعة تحوزها
سوى جواز السفر الملقى
طاولة بقربها
في المقعد الخلفي حيث أسرجت
خيول صمتها على قهقهة المحركات الهادرة
كانت بياضاً في سواد أو سواداً في بياض
ما عدت أدري هاهنا
ما الوقت؟ فالمسافرون يهملون وقتهم
بل يسلخون الليل والنهار عند باب كل (صالة مغادرة)
سألتها بلهجة مغامرة:
ما الأمر يا سيدتي المهاجرة؟
هل تحملين ذا (الجواز)؟
قالت: زواج؟
قلت أعذريني ما قصدت أنك...
سكت، لم....
أكمل، ولم أرغب بتقليب المواجع التي
تزيد من وحشتها ومن نفور سرب عينيها وراء الذاكرة
وأسندت لظهرها كرسيها
وغالبت أنفاسها تنهدات متعبة
فخلت أن الأرض تفرش الجبال والبحار والسهول المعشبة
لحزنها المغلول بين الأرض والسماء بالتوجسات المرعبة
على ارتفاع (التسع والعشرين) ألفاً من قدم
يا للألم!!
من أين لي غير الكلام مهنة
تعيرني
بعض امتهان الصمت حين ألتقي
بمثل هذي المؤسفات العابرة
E-mail: hrasheedi@hotmail.com