مثلما أصبح (الحادي عشر) من شهر أيلول (سبتمبر) نقطة تحول سياسية عالمية، فإن الأول من شهر الله المحرم عام 1400ه نقطة تحول اجتماعية محلية، وشهود وعي ال(ما قبل) هم كهول اليوم وشيوخه، أما الأغلبية فقد عاشوا ال(ما بعد) ويمثلون النسبة الأكبر في التركيبة السكانية، وكنا لا نصدق أن (الدراجة) كانت من المحرمات، فباتوا لا يتصورون أن (السينما) كانت من المباحات.
* ويذكر صاحبكم أنه قد أشار في كتابه: (وفق التوقيت العربي: سيرة جيل لم يأتلف) إلى حكايات رآها بنفسه في مدينته، حين كانت إذاعات وحفلات المركز الصيفي والأندية الرياضية تبث عبر مكبرات صوت خارجية، وفيها الأناشيد الوطنية والأغاني العاطفية المصاحبة بالموسيقى، مثلما كانت سينما الأندية الرياضية وفندق أبحر وأفنية المنازل في الرياض وجدة متاحة برسوم مالية ضئيلة.
* لم يطق بعضنا سماع مثل هذه الحقائق التي لا يمكن نفيها، مثلما لم يأت عرضها لبيان صحتها أو خطئها فاتجهوا إلى تصنيف قائلها، وحسب الجميع وحسابهم على الله.
* في تلك الفترة كان المسرح مزدهراً في الأندية، وأدوار النساء يقوم بها شباب عرف عنهم الخير ولم ينكر عليهم أحد، ما يجعل إشكالات الواقع التي كان منها أحداث (اليمامة) قبل عامين و(المركز الثقافي) قبل أيام بحاجة إلى تأمل، أفكان المجتمع (المحافظ) الصغير الممتلىء بطلبة العلم ومشايخه قبل 1-1-1400هـ ضالاً أم أصابنا شيء من الغلو بعده؟ وكيف تبدلت الأحكام والأفهام؟ ولماذا أغرقنا بخلافات تفصيلية حول قضايا جزئية قابلة للاجتهاد؟ أولا يوحي الصدام المتكرر هذه الأيام مع أشخاص ينتمون إلى المؤسسة الدينية بفجوات قادمة يستفيد منها متطرفو اليمين واليسار على حد سواء؟ وأين صوت الحكمة حيث يتحكم العقلاء بمسارات الحوار كيلا تفرز الأفعال ردود أفعال، ويتشظى المجتمع في تجاذبات القيل والقال، ومزايدات الأهواء والأنواء، وتداخلات الباحثين عن الفرقة والعداء.
* الحق أحق.
ibrturkia@hotmail.com