|
جاء هذا السؤال على لسان محدثي بعد أن قرأ مقالي عن (الغلاء).
|
سألته: كيف يكون قال نعم في الغلاء إيجابيات، قلت متلهفاً وما هذه الإيجابيات؟
|
قال من إيجابيات الغلاء على الرغم من كثرة سلبياته: معرفة الناس مقدار النعيم الذي لديهم، إذا كان كل شيء متوفراً وبأسعار رخيصة أصبح ليس للنعمة مهما كثرت قيمة - وانظر لكثيرٍ من الشعوب الأخرى كيف يقدرون النعم فهم يحافظون عليها سواء كانت طعاماً أو ملبساً أو مركباً.. فهذه أولى إيجابيات الغلاء.
|
قلت ما الثانية يا محدثي الحكيم، قال: ليوازن الناس بين قلة النعم ونقصها ليشكروا ربهم على ما أولاهم من النعم ولكيلا يطغوا عندما تتوافر بين أيديهم الخيرات بأيسر الطرق، ويظنوا أن ذلك إنما أُوتوه على علم وحول وقوة من عند أنفسهم، ألم تقرأ قول الله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} (27) سورة الشورى، قلت صدق الله العظيم فهو سبحانه بعباده الخبير البصير لكن ما الثالثة، قال هذا الحكيم: الثالثة وهي من أهمها لبعدها الإنساني ألا وهي: تذكر المحتاجين واستشعار معاناتهم.. إنه عندما يستشعر القادر صعوبة تأمين متطلبات معيشتهم ومعيشة أسرهم وهو لن يحس بذلك عندما تكون الريح رخاء والأسعار رخيصة وعندها يعطف ويرحم.
|
قلت: وهل بقي شيء، قال: الإيجابية الأخيرة، قلت ما هي؟
|
قال: ترشيد الإنفاق ونبذ الإسراف والتبذير.. لعل تلك (الحمولات) من كثبان الرز وجبال اللحم التي يتم رميها - بكل ألم - في حاويات النظافة بعد كثيرٍ من المناسبات والأفراح وحتى الأتراح، إن هذا لم يظهر في منازلنا حتى الآن لكنه سوف يظهر، انظر إلى إنفاق وموائد كثيرٍ من الشعوب الغربية.. تجدهم لا يسرفون ولا يضعون في موائدهم إلا قدراًَ معقولاً من الشراب والطعام سواء في بيوتهم أو في مناسباتهم واحتفالاتهم.
|
|
أراني - الآن - أوشك أن اتفق مع صاحبي الحكيم في أن للغلاء إيجابيات! لكن - بالتأكيد - سلبياته وآلامه أكبر وأعتى!
|
اللهم ارفع عنا الغلاء وارزقنا الاعتدال فلا نبسط أيدينا إسرافاً ولا نقبضها بخلاً، واجعل - اللهم - الرحمة تسكن قلوب الفقراء والمساكين.
|
|
|
|
|
** أؤمن أن (الخبرة) فوق أي تنظير أو تأهيل!
|
وبالطبع ما أحلاهما إذا اجتمعا!
|
أقول هذا الرأي وأنا أرى عدداً كبيراً ممن يتولى شأناً إدارياً أو قيادياً وهو لا يملك الخبرة والتجربة في ذات العمل أو قريباً منه فإن الغالب أن يكون مصيره الفشل!.
|
وقد رأينا العديد من الإدارات التي تولاها مؤهلون علمياً لكنهم فقراء خبرة وتجريباً، ففشلوا فشلاً ذريعاً في أعمالهم وفي إداراتهم التي كُلِّفوا بها فنجدهم إما ينسحبون من هذه الأعمال حيث لم يشفع لهم تأهيلهم العلمي للنجاح فيها.. وإما يبقون لكن ينتكس العمل وتتردَّى الخدمة التي تقدمها هاتيك الإدارة أو تلك.
|
إن تجربة واحدة تغني عن مائة نظرية!
|
التجربة بالعمل والتدرج فيه أساس نجاح أي عمل إداري.
|
إنك تجد ذوي الخبرة يفيدون مما مر بهم في طريق الحياة والعمل فينعكس ذلك على أعمالهم نجاحاً في العمل وتروّياً في اتخاذ القرار.
|
وما أصدق تلك المقولة التي تختزل خلاصة التجربة الحياتية والعملية تحديداً:
|
(أفضل وسيلة لتعرف الطريق الذي ستذهب إليه أن تسأل المارين به!).
|
التجربة هي أضمن وأسرع طريق للنجاح!.
|
|
|
|
** شتم رجل الشعبي فلم يرد عليه فسأله أحد الحضور - مستغرباً - لِمَ لَمْ ترد؟ فقال الشعبي - بكل هدوء - إن كان كاذباً فغفر الله له، وإن كان صادقاً فغفر الله لي.
|
عندما قرأت هذه القصة قلت في نفسي: لو أن حلم الشعبي توزع على هذا العالم لتوقفت الحروب، وساد السلام بين الدول والشعوب.
|
|
|
|
للشاعر د. إبراهيم العواجي من قصيدة (ردي نهاري) في ديوانه الجديد الجميل (غربة):
|
(يا همْسها والوجدُ أدنى بُعْدَها |
يرْوي ظميء العشق، عشقٌ أعْذبُ |
تحكي لقلبي ما يجول بقلبها |
فتثور في قلمي الصبابةُ تكتبُ) |
الرياض 11499 - ص.ب 40104 |
فاكس: 014565576 |
|