يُحكى في قديم الزمان أن حطاباً عجوزاً عرف لدى القرية التي يسكن بها ببخله الشديد فقد كان يذهب إلى الجبل كل يوم تقريباً ليحتطب بغرض بيعه، ويقال: إن هذا الرجل كان يقضي حياته مختزناً فضته التي يكتسبها من بيعه للحطب لكي تتحول إلى ذهب! وإنه كان يهتم بالذهب أكثر من اهتمامه بأي شيءٍ آخر في العالم وكان لا يرضى أبداً بصرفها ويقضي أيامه في حراستها وعدها. وذات يوم وبينما هو ذاهب للاحتطاب كعادته انقض عليه نمر في البرية، وعلى الرغم من أنه ركض محاولاً الهرب إلا أنه لم يستطع الهرب فحمله النمر في فمه وركض.
إلا أن ابن الحطاب كان غير بعيد عن أبيه فرأى الخطر الذي وقع فيه والده، فركض فزعاً لينقذه إن كان ذلك ممكناً. وحمل معه ساطوراً، وبما أنه كان قادراً على الجري أسرع من النمر الذي كان يحمل رجلاً، فسرعان ما لحق به وسبقه.
ولم يكن أبوه متأذياً كثيراً لأن النمر كان يمسك به من ملابسه، وعندما رأى الحطاب العجوز أن ابنه على وشك طعن النمر ناداه بفزع شديد: (لا تتلف جلد النمر! فإن كنت تستطيع قتله دون إحداث ثقوب في جلده فإننا نقدر أن نحصل على قطع فضية كثيرة كثمن له، اقتله ولكن لا تقطع جسده)!.
(متعة الحياة أن تستمتع بما وهبك الله إياه بلا بخل مهلك ولا إسراف مهدر لكيلا تصل إلى مرحلة في حياتك تكون فيها غير مبصر لشدة مرارة ما أنت واقع فيه).