Al Jazirah NewsPaper Friday  13/02/2009 G Issue 13287
الجمعة 18 صفر 1430   العدد  13287
لمسات تربوية
دورة السنوات السبع

 

من المعروف أن السنوات السبع الأولى، يكون الأطفال معتمدين بشكل أساس على الوالدين ومن يرعاهم لكي يكتسبوا شعوراً بالذات، وخلال السبع سنوات التالية -من سن السابعة وحتى الرابعة عشرة- لا يزال الأطفال معتمدين على الوالدين، ولكن يحدث تحول طفيف ويصبحون أكثر اعتماداً على إخوتهم والأقارب والأصدقاء لاكتساب شعور إيجابي عن الذات. وفي أثناء الدورة الثالثة للسنوات السبع -من سن أربعة عشر تماماً وحتى الحادية والعشرين- فإن الشباب الصغار في هذه السن ينظرون إلى أصحابهم والآخرين الذين لديهم هوايات وميول متشابهة معهم لتحقيق أهدافهم في تحديد وتنمية الشعور بالذات.

إن المرحلة الأولى هي وقت الحصول على ما يحتاجون إليه من والديهم ومن يرعاهم بشكل أساس. أما المرحلة الثانية، فإنهم يقومون بتنمية الشعور بالذات عن طريق التواصل مع الآخرين في محيط يشعرون بالأمان فيه. وأكبر حاجة للأطفال في هذه المرحلة هي اللعب والاستماع، فهذا هو الوقت الذي يجب أن يحاول فيه الوالدان بكل ما لديهم لجعل الأشياء ممتعة وآمنة وسهلة كلما أمكن لهم. وعندما يتعلم الأطفال الحصول على ما يحتاجون إليه في السبع سنوات الأولى وكيفية الاستمتاع بوقت جيد في المرحلة الثانية فإنهم نتيجة لاتباع هذا الأسلوب التربوي الذي لبى حاجاتهم إلى أن يكونوا مستعدين للعمل الجاد وتهذيب أنفسهم في المرحلة الثالثة. ومن الخطأ الذي يقع فيه الآباء أن يدفعوا بأطفالهم بأسلوب تعامل قاس خلال الأربعة عشر عاماً الأولى. فهذا الوقت المخصص لهم لكي يتعلموا كيف يكونون سعداء. فالقدرة على السعادة لا تأتي من العالم الخارجي ولكنها تأتي من الداخل فهي مهارة بالإمكان تنميتها لدى الأبناء منذ الصغر عن طريق تفهم حاجاتهم العمرية وبالتالي تربيتهم تربية تجعلهم سعداء بغض النظر عن الظروف الخارجية. وتعليم الأبناء السعادة يكون عن طريق اللعب. وكما أسلفنا من سن السابعة إلى الرابعة عشرة يجب تشجيع الأطفال على اللعب والاستمتاع بالوقت بلا ممارسة ضغوط وقيود كمثال على ذلك تحميل الصغار المسؤولية عن أمور كبيرة في أعمال المنزل وهذا مما يمنع تنمية القدرة على السعادة والاستمتاع بالحياة.

أما عندما يعرف الآباء أبناءهم أساليب لكيفية الاستمتاع بعمل الأعمال فإنهم سيقدرون طيلة مراحل حياتهم قيمة العمل والاستمتاع بأدائه، وبالتالي لن تؤثر ظروف العمل في جوانب حياته الأخرى مستقبلاً.

وأما في المرحلة الثالثة -من سن الرابعة عشرة وحتى الحادية والعشرين- فإن الشباب في هذه المرحلة العمرية تكون لديهم حاجة أكبر إلى الحصول على الدعم والتأييد. وعندما يزداد ضغط الأصدقاء بشدة وإذا لم يقوى الآباء أواصر علاقتهم بأبنائهم عن طريق الأساليب التربوية الإيجابية من حوار ومصاحبة وتفهم وثقة فإن أبناءهم في هذه المرحلة العمرية سيتجهون إلى عالم أصدقائهم فقط للمساندة والمشاركة وحينها سوف يكونون أكثر عرضة للتأثر بسلبيات الأصدقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد