Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/01/2009 G Issue 13264
الاربعاء 24 محرم 1430   العدد  13264

الأشرعة
الفانوس السحري
ميسون أبو بكر

 

يالدفء أحضان حارات جدة ومنازلها حين كانت تتهيأ كصالة لعرض الأفلام السينمائية القديمة التي يتجمع الناس فيها لأكثر من ثلاث ساعات ما بين المفترشين الأرض أو الجالسين على الكراسي الخشبية.. متسمرة نظراتهم أمام شراع أبيض، مُحتبسة أنفاسهم، مترقبة بثّ الآلة العجيبة الحياة على الشراع بشيء يشبه السحر والمتعة التي تنقلهم على بساط الريح إلى عوالم ساحرة تتعدى أسوار جدة.

هذا الفانوس السحري (السينما) ينقل لك أنفاس وخطوات وكلمات شخوص الفيلم على لوحة بيضاء معلقة على جدار صامت ما إن تبدأ الصورة بالحركة حتى يصبح نابضاً بمن فيها.

من الذاكرة الحجازية التي حفظت الماضي بسحره عن ظهر قلب تسللت السينما من طياتها كتأريخ لذكرى سكنت المخيلة وحافظة الذكريات ليعود ذلك التوق والشوق لإعادة هذا الفن الجميل إلى حيز الوجود.

km 500 سينما... هي المسافة اليوم بين منطقة ما وأقرب دار

عرض لأفلام سينمائية في دولة صديقة يقصدها الشباب أسبوعياً لمشاهدة هذه المتعة والاطلاع على الثقافات المختلفة والاستمتاع بهذا الفن.

km 500 مسافة بعيدة جداً مقارنة بأحضان الحي الذي كان

يلتقي على بساطه أهله، يجمعهم الفن السابع بما يحترم من ثقافة وما يقدم من حكايا.

تجولت بعض أفلامنا السينمائية السعودية أنحاء العالم في مهرجانات وملتقيات منحتها أوسمة عديدة ومراكز متقدمة، وقد نقلت هذه الأفلام ملامح تراثنا وطرز حياتنا وأنماط ثقافتنا لتقدم صورة مشرقة عن المملكة العربية السعودية.

عظيم هو الفن الذي يوثق لك تاريخاً ويعرض قضية وينقلك أو ينقل إليك عوالم أخرى تبعدها عنك مسافات وأزمنة..

(اغتيال مدينة) تلك المدينة التي أبدع المخرج السعودي عبد الله المحيسن في نقل جرحها للعالم في فيلم وثائقي مبدع.. ويعد هذا الفيلم بشهادة النقاد هو أولى خطوات السينما السعودية.. (الإسلام جسر المستقبل) فيلم وثائقي آخر للمحيسن، كان جسراً للحوار ومرآة حقيقية لديننا السمح.. (ظلال الصمت) ناقش فيه ذات المخرج مختلف القضايا الإنسانية والتنموية والوطنية.. وكثير من أفلام لمبدعين سعوديين أثبتت أن السينما فن ووسيلة ترفيه وتثقيف وذات رسالة طالما راعت احترام الفكر وأحسنت صناعة الثقافة بشكل راق. لا بد أن حي الهنداوية أو الشاطئ في جدة أو ساحات بعض الأندية الرياضية كما تعودت في السابق تتوق لاحتواء هذا الفن من جديد، ونحن ومن يتكلف ساعات ومئات الكيلو مترات للسفر أسبوعياً قاصدين دور السينما في البلدان المجاورة نتوق لتكون المسابقة على بعد قوسين أو أدنى من أحيائنا. أثبتت سينما العيد أنها تجربة رائعة جمعت العائلة حول فن راق مختار بعناية بما يناسب نشأتنا وعاداتنا وتقاليدنا.. لذا لا مانع من توسع نطاقها لتشمل مدناً أكثر ومناسبات أكثر بدلاً من اقتصارها على مواسم الأعياد.

يمكن أن نشارك جميعاً في إيجاد سينما نظيفة يمكن لها أن تلعب دوراً ثقافياً واقتصادياً مهماً في المجتمع وتقدم وعياً اجتماعياً لائقاً في إطار دور رقابي مسيطر على إنتاجها؛ فهي آلة نستطيع أن نضع فيها ما نقبله ونمنع ما نرفضه.. كما صرح بهذا الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حين سُئل عن رأيه فيها.

آخر البحر

لحمزة شحاتة

النُّهى بينَ شاطئيكِ غريقُ

والهوى فيكِ حالمٌ لا يفيقُ

ومغانيكِ في النُّفوسِ الصَّديَّاتِ

إلى ريِّها المنيعِ رحيقُ

رضيَ القيدَ في حماكِ فؤادٌ

عاشَ كالطيْرِ.. دأبُهُ التحليقُ

ما تصبَّتْهُ قبلَ حبِّكِ يا جدَّةُ

دنْيا بسحرها.. أو عشيقُ

لي ماضٍ لمْ أنْسَهُ فيكِ قد غ

صَّ بشجوٍ، غروبُهُ والشروقُ

تتناجى أصداؤُهُ في روابيكِ

إذا عادَها الخيالُ الطَّروقُ

maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد