Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/01/2009 G Issue 13264
الاربعاء 24 محرم 1430   العدد  13264
القصيبي.. وكلمة سواء..
محمد الدبيسي

 

حفلت الزوايا والتكايا الصحفية والتصريحات الطائرة والعابرة لبعض الأحبة (الحمقى) ومن فوقهم ومن هم أدنى منهم بحملة شعواء على (الوزير القصيبي) الذي دعا بوعي ووطنية وإنسانية -لا يدرك البعض معناها- إلى مراجعة ثقافة تعاملنا مع الإخوة (الوافدين) الذي يعيشون بيننا.. (دعوة) تركزت على التخفف من مظاهر العنصرية والدونية التي ينظر بها البعض (منَّا).. لهؤلاء الذين يشاركوننا الحياة بكل تفاصيلها ويشاركوننا الحراك اليومي والمناشط التقليدية في مجتمعنا: مدننا وقرانا وهجرنا.. (أولئك) لا يستأهلون تلك المرافعة النزقة التي انبرى لها البعض.. خالعاً علينا منقبة الطهرانية والخلوص من شوائب التفكير والتصور.. ومحددات التعامل والتصنيف وتبعاتهما.. نافياً أن يقع بعضنا في منقصة ازدراء أولئك الشركاء أو الانتقاص منهم.. أو إساءة معاملتهم.. بما لا يرضاه دين أو تقبله قيم..!

** (القصيبي) من أشهر الأعلام النديَّة والمائزة في الوطن.. في مجالات ليس هذا وارد استعراضها.. ودعوته انطلقت من مسؤولية أخلاقية ووظيفية رسمية.. ولم تكن شعاراً يستثير به أحد.. أو يشهر به صوته.. أو يزايد به على مأثرة نقد الذات ومحاسبة النفس..

** ومعارضوه.. -مع بالغ الاحترام لذواتهم- (نكرات) في هذا المعرض.. دخلاء عليه.. يتبارون في التواطؤ على خديعة النفس وخديعة الآخرين.. بتلك الهيئة التي يهيمن عليها الضيق بكشف خطلها وأخطائها.. وتستنكف -بجهل وسوء تقدير- عن تصحيح مسارها.. أو إعادة التوازن لنظرة عامة طالما اشتكى (شركاؤنا) من وطأتها..

** (شركاؤنا).. يتسنَّمون مواقع الفعل الإيجابي والإضافة الجديرة بالاحترام في كياننا الوطني المؤسسي -وفي بيوتنا أيضاً-.. يُعلِّمون، ويطببون، ويُخططون ويزرعون.. ويخبزون ويطبخون, وينظفون

أحياءنا وشوارعنا.. وفي كل موقع ينهضون بما تقصر أو تعلو أو تعف عنه (كفاءاتنا)..

** جديرون بالاحترام هم.. كما نحن.. في إطار شرطهم الإنساني و(بشريتهم), قد يخطئون كما نخطئ.. ويسيئون كما نسيء.. ويحسنون كما نحسن.. ليؤوب كل منا بنتيجة ما قدَّم.. ويجني عاقبة صنيع اقترفته يداه.. دون أن نختزل لأنفسنا المزايا.. ونخلع عليهم وخم كل منقصة.. ودون أن يغيب عنا إلحاح وحرج السؤال: ما الذي نمَّط صورتهم لدى البعض.. وكبَّلها في تلك (المرتبة الدنيا).. التي لم يتنزَّل بها كتاب.. ولا ترضى بها تعاليم دين.. نتغنى صباح مساء.. بعمق ارتباطنا به.. واستشعارنا لآدابه..؟

** هذا (الدين).. هو الذي استنبت (القصيبي) من تعاليمه دعوته الشجاعة.. وخطابه المتزن.. ولعل (دعوته).. ومناهضة من يتوهمون (الغيرة علينا) - مما يمس جناب جلالنا- موقفان جديران بالبحث في معطياتهما.. ودوافعهما في لاوعينا وتفكيرنا وتمثلاتهما في تصرفاتنا.. بعيداً عن الإفراط بدعاوى النقاء والمثالية.. التي لا تجد أحياناً واقعاً حقيقياً يسندهما...!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد