Al Jazirah NewsPaper Monday  12/01/2009 G Issue 13255
الأثنين 15 محرم 1430   العدد  13255
في العام الجديد.. هل من جديد؟!
لبنى بنت عصام بن عبد الله الخميس

 

دخل علينا العام الجديد بوجع بحجم عجزنا وضعفنا وأكثر..

أقبل ونحن نتألم ومازلنا من جرح ينزف بسخاء في الجسد العربي..

في غزة التي تحتضر وتموت وتُفتقد فيها أبسط حقوق الإنسان وأتفه الشروط للحياة الآدمية الكريمة.

في كل ساعة إن لم يكن أقل ترتفع أعداد القتلى وترتفع نسبة الألم والقهر والذل في النفوس العربية العاجزة عن القيام بشيء يذكر!.

هل يكون عام 1430 هجري المقابل للعام الميلادي 2009 أكثر إنسانية ورحمة من العام الذي قبله؟؟

أتساءل وتملؤني الأسئلة، وتحيط بي علامات الاستفهام الضخمة..

على المستوى العربي.. هل نتوحد ونتفق.. هل نستيقظ؟!

وعلى المستوى المحلي حيث تتوسع دائرة الأسئلة..

هل نجد حلاً لسوق الأسهم الذي أكل الأخضر واليابس ودمر مستقبل شباب وانهارت مع انهياره أحلام وبيوت وأسر..

في العام الجديد.. هل تتغير مناهجنا المتأخرة التي أستحي أن يقرأها الغريب؟؟

هل تتطور مستشفياتنا وترفض الفيتامين واو في تعاملاتها؟؟

هل تتقدم الجامعات التي أكل عليها الدهر وشرب؟؟

هل تخرج المشاريع من أدراج المكاتب في أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية وتتحول إلى حقيقة رسموها على الورق ونشروها في كبرى الصحف ولكن لم نرها حتى الآن على أرض الواقع؟؟

هل نوجد آلية تسرع بتنفيذ المشاريع كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؟؟

هل نتخلص من الروتين العقيم والبيروقراطية في الأجهزة الحكومية والتصاق بعض المسؤولين بكراسيهم حتى الموت؟؟

في العام الجديد.. هل يجد آلاف الشباب اللاهثون بملفهم الأخضر وظائف تأويهم من الشارع والضياع والانحراف؟؟

هل ينفذ مشروع القطارات الذي بتنا بحاجة حقيقية له في ظل هذه الزحمة الخانقة؟؟

هل تتطور المطارات وخدمات الخطوط، وينتهي قلقنا من احتمال تأخر مواعيد الاقلاع والهبوط؟؟

في العام الجديد.. هل يصبح تيار الفكر المتشدد في السعودية أكثر تقبلاً للآخر؟؟

هل يتروى البعض قبل أن يطلقوا أحكاماً مطلقة على الآخرين من خلال مظهرهم وأرصدتهم في البنوك؟؟

هل نتخلص من الحسد والحقد الذي انتشر بشراسة في المجتمع فقلل من قيمة التجارب المتفردة الناجحة، وحرمنا العفوية والبساطة والمطر؟!.

هل تحضر المرأة في الميادين التي غُيبت عنها لفترة طويلة بسبب السلطة الذكورية المتحجرة؟؟

هل تشارك في الرأي العام وفي صناعة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما كانت في العصور الزاهية للإسلام.



هل نتخلص من الفضائيات التي تبث الفساد والانحراف وتعزز العصبية القبلية؟؟

هل نرفض التعصب الرياضي الذي يفرقنا من حيث لا نشعر؟؟

هل نوجد الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية في كل حي من أحياء مدن المملكة الكبرى حتى نستثمر طاقات الشباب المهدرة في الأسواق والشوارع والعلاقات!.

هل نرتقي بفكرنا وبأخلاقنا.. هل نقرأ.. هل نكون مسلمين بأفعالنا وتعاملنا أم أن الإسلام في هذا العام سيكون غريباً كما بدأ؟؟

أسئلة كبيرة تطرح وأجوبة كثيرة تفتقد.. وأعتقد أن أغلب السعوديين سألوا أنفسهم أحد هذه الأسئلة يوما ولكنهم لم يجدوا الإجابة.. ولم يبحثوا عنها ولن يساهموا في صنعها.

ختاماً أقول.. قضايانا ومشاكلنا كثيرة وتتفاوت في قيمتها وأهميتها لدى كل شخص ولكن تبقى أول خطوات حل المشكلة طرحها.. ويبقى التفكير والنقد والتساؤل ظاهرة صحية تؤكد أننا موجودون ومؤثرون.

(عندما سقطت التفاحة الكل قال سقطت التفاحة، ولكن شخص واحد قال لماذا سقطت؟!).

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد