Al Jazirah NewsPaper Monday  12/01/2009 G Issue 13255
الأثنين 15 محرم 1430   العدد  13255
صب الزيت على النيران

 

على الرغم من تهديد الجيش الإسرائيلي للسكان الغزاويين عبر المنشورات بتمديد رقعة عدوانه وتكثيف قصفه، وتحذيره إياهم من الاقتراب أو الاتصال مع المقاومة, وعلى الرغم أيضاً من تحذيرات الصليب الأحمر من أن الوضع الإنساني والكارثي في القطاع يزداد تفاقماً, والإشارة إلى تدهور كبير في وضع المدنيين العالقين في المناطق التي تدور فيها عمليات العدوان, وفي ظل الاستياء العالمي من شلالات الدم المراق على أرض غزة من قبل آلة الإرهاب الإسرائيلية, أعلن البنتاغون عن شحنة أسلحة أمريكية لإسرائيل منتصف الشهر الحالي، حيث أظهرت وثائق مناقصة أن الجيش الأمريكي سعى لاستئجار سفينة تجارية لنقل ذخيرة لتل أبيب مع التأكيد (الغريب) أن هذه الأسلحة ليس لها علاقة بالحرب على غزة!! حيث تقول وزارة الدفاع الأمريكية إن هذه الذخيرة كانت من أجل المخزون الأمريكي من الذخيرة في إسرائيل, بحيث يضع الأمريكان مسبقاً مخزونات في بعض الدول في حالة احتياجها بشكل سريع.

وإذا صدق كلام الأمريكان حول هذه الشحنة وهو الأمر المشكوك به، فإن مجرد كشف إرسالها لإسرائيل يعتبر نوعاً من الاستفزار لمشاعر كل المعنيين بدماء الأبرياء في غزة، ففي الوقت الذي يقف به الشارع العربي والإسلامي على بركان من نار بسب جرائم اسرائيل والانحياز السياسي الامريكي الواضح لها، والمؤكد عبر وسائل الإعلام يأتي هذا التصرف ضارباً بعرض الحائط كل ذلك الاحتقان والتذمر المنصب على طبيعة هذه العلاقة، التي أصبح الضحية الأولى لها هم الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، وقبل ذلك كله الإحساس بالضمير الإنساني والالتزام الأخلاقي.

تظل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية المبنية على التحيز وانعدام العدالة محط الكثير من الأنظار حتى في داخل الواقع الأمريكي الذي يدرك العديد من العقلانيين به أنها أصبحت بمثابة العبْء المضاف على كاهل السياسة الخارجية الأمريكية، وإن غلفت بغلاف الحلف الاستراتيجي، والانسجام الأيديولوجي، حتى إن الأمريكان قد أصبحو يصابون بالحرج أحياناً وهم يلوون أعناق الحقائق، ويدكون مفاهيم الأحداث من أجل تبرير انحيازهم غير المبرر, الذي ضاق به الكثير من المعنيين بطموحات السلام التي أجهضت تحت مجنزرات ودبابات إسرائيل المعوم بدعم أمريكي بات يشابه التبعية.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد