Al Jazirah NewsPaper Monday  12/01/2009 G Issue 13255
الأثنين 15 محرم 1430   العدد  13255
بين الكلمات
حوار الأفكار..
عبد العزيز السماري

 

كنت ولا زلت أؤمن أن الكتابة حق طبيعي لكل إنسان، وأنها البوابة التي تدخل منها الأفكار والرؤى الجديدة من وإلى عقول الآخرين، وما أود أن أتطرق إليه في هذا الفسحة ردود وأفكار بعض الكتّاب على بعض ما نثرته مؤخراً على صفحات جريدة الجزيرة، ومنها على سبيل المثال ما كتبه الشيخ تركي بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ حفظه الله القاضي بوزارة العدل يوم الجمعة 5 محرم 1430 عدد 13245 رداً على مقال (تاريخ الفتوى ونظرية التطور)، والذي تطرق في مداخلته إلى أن الأحكام لا تتغير بتغير الزمان.. بل الذي يتغيّر هو اجتهاد العلماء وفتاويهم التي لا نص فيها، وتناول فيه إلى قضية الإجماع، وهل هو إجماع أهل العصر في القضايا المعاصرة فقط، وأنه لا تجوز مخالفة الإجماع في حالة انعقاده في قضية ما..

ليسمح فضيلة الشيخ أولاً أن شكره على مداخلته المهذبة، وأوضح باختصار ما أردت الوصول إليه، هو أن الفتاوى في تاريخنا المحلي مرت بمراحل، وكل مرحلة تجب سابقتها، فقد قرأنا فتاوى لعلماء تحرم وقائع معاصرة بالدليل من القرآن والسنة في عصر سابق، ويأتي علماء من بعدهم ويفتون بالحل في تلك المسائل بالدليل من القرآن والسنة أيضاً، وبدون الإشارة إلى الإجماع السابق.. وهو ما يعني أن الفتاوى تضطر مجبرة أحياناً ومتأخرة في أحيان أخرى لأن تتوافق مع التطور المعرفي والإنساني وتقدم الوعي عند الناس، ومن الأمثلة على ذلك تحريم الصور الفوتوغرافية وتحريم التلفاز وجرس الباب.. ومنها أيضاً تحريم التأمين والعمل في البنوك، ولا أظن فضيلته يخالفني في أن الإجماع في بعض المسائل كان في حلها، وليس في حرمتها في عهود سبقت.. أي أن الفتوى تتطور وتتغير إذا حدث وتجاوزها المجتمع...

في مقال (جدل.. لا ينتهي)، والذي تطرقت فيه إلى أزمة دخول السينما إلى السوق المحلية، وفتح المجال لرؤوس الأموال للاستثمار في هذه التقنية الترفيهية، تداخل قارئ على موقع جريدة الجزيرة، ذيل توقيعه ب(عزيز زمانه)، وكتب تعليقاً أحدث حواراً جانبياً على المقال عندما صرح أنه يتمنى أن يأتي اليوم الذي يذهب فيه برفقة أولاده إلى السينما، ليستمتع بأكل (الفشار وبمشاهدة السينما) في الرياض، وهو ما أثار بعض القراء الذين ساءهم ما تمناه الكاتب (عزيز زمانه) برغم أنه ربما يفعل ذلك يومياً في منزله أمام التلفاز، لكن بعض الكتاب أكد أن السينما حرام، وأن الحق أبلج، لأنها أي السينما تدعو للسفور والفجور والفساد الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه، لكن الكاتب (دكتور إبراهيم خواجي) عبر عن سئمه من تكرار الآراء والمقالات حول السينما..

جاء مقال (العرب ويوم غزة) تذكيراً بيوم ذي قار الذي اتحد فيه العرب بقيادة هاني بن مسعود ضد كسرى وحققوا أول انتصار لهم في تاريخهم تحت لواء واحد، برغم من أن بعضهم كان عاملاً عند كسرى، إلا أن النخوة العربية ورابط الأخوة وحدتهم، وجعلت منهم قوة استطاعت رد عدوان الغزاة.. كانت مناسبة المقال ما يحدث في غزة من جرائم من قبل آلة القتل الصهيونية.. لكن كاتب رمز لنفسه بأبي ناصر سخر من الواقع بصورة مدهشة عندما كتب: (لأنه وببساطة لا يوجد هاني بن مسعود ولا شرف ولا روابط نصرة الأخوة العربية فلذلك تم تسليم العراق بكامله بعرضه وأرضه وشرفه، وليست غزّة إلا بمثابة جزية صغيرة، ولهذا ندفعها بكرم إلى الجحيم حتى لا تغلق مطاعم ماكدونالدز)..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد