حطَّ فصل الشتاء رحاله وحلَّ ضيفاً على مناطق المملكة، واشتد عود برده القارس، الذي يكسر العظم ويهد الحيل، وموجة هبوب لسعاته (القاسية) كالمبرد الحار، التي لا ترحم صغيراً ولا كبيراً .. وفي غضون ذلك يشمّر الكل عن سواعده ويتجه العديد من الناس إلى استخدام أدوات التدفئة بأنواعها المختلفة للاتقاء من شدة لفحاته (العاتية)، وبحثاً عن الدفء كلٌ بطريقته وحسب إمكاناته وتبعاً لرغباته، وكلٌ يعمل على شاكلته .. المهم شيء يبعث على الدفء للأجسام، التي اكتوت ببرده..
وعلى الرغم من توفر وسائل التدفئة الحديثة و(الآمنة)، إلا أنّ هناك (البعض) من المواطنين وغيرهم، تجده لا يزال (يُصر) على استخدام (الفحم) لغرض التدفئة وبطريقة (خاطئة)، رغم جسامة خطورته لما يحتويه من غاز سام وهو ثاني أكسيد الكربون القاتل (الصامت).
وهنا كثيراً ما نسمع مع كلّ موسم شتاء عن حالات وفيات، لأشخاص وقعوا (ضحايا) من أعمار وجنسيات مختلفة، نتيجة (قلّة) الوعي و(الجهل) أحياناً بالطريقة السليمة، وبكيفية استخدامه خصوصاً داخل الغرف والأماكن المغلقة، والتي عادة تفتقد لوجود أماكن تهوية مناسبة للأدخنة المنبعثة والمتصاعدة من الفحم أثناء اشتعاله، وحتى بعد أن يُصبح (جمراً) وهذا مكمن خطورته.
* المعنى .. يظل الناس يجهلون ما علموا، وبحاجة إلى مزيد من التوعية وشيء من (التذكير) تجاه مخاطر وسائل التدفئة خصوصاً من (الفحم) .. وأعتقد أنّ على الدفاع المدني مسؤولية (هامة) في هذا الشأن يحملها على عاتقه وهي (التحرك) وبث رسائل توعوية مكثّفة تجاه أفراد المجتمع، للتحذير من الأخطار (الفادحة) التي تسببها وسائل التدفئة، والتنبيه على السبل المثلى والطرق الصحيحة عند استخدامها وبصورة أكثر أمناً .. ففي الإعادة دائما إفادة .. (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) ودامت السلامة للجميع شتاءً وصيفاً.