طبعا لن تكون هدية الشعب السعودي لشقيقه الشعب المصري المتمثل في سفينتي نقل الركاب (الرياض) و(القاهرة) آخر الدعم والمساندة التي يقدمها السعوديون لإخوتهم من العرب والمسلمين، كما أنها ومثلما لم تكن الأولى لن تكون الأخيرة؛ إذ ستستمر المحبة وتتواصل، وتعزز أواصر القربى وبالذات بين السعوديين والمصريين والتي تأتي كصفعة جديدة لكل الذين يسعون في الظلام والذين أخذ البعض منهم يظهر في العلن لتخريب العلاقة المتميزة بين البلدين المحورين اللذين يعول عليهما العرب، بل والمسلمون الكثير للتصدي للمخاطر التي يواجهونها في هذه الفترة الحرجة. إذ بلا شك في أن إشغال القيادتين السعودية والمصرية بالقضايا الجانبية والأحداث العرضية ذات العلاقة بإجراءات تنظيمية أو قضائية والتي تحصل دائما بين الدول وتعالج وفق قنوات الاتصال بينها، ولهذا فإن إثارة هذه المواضيع، وتسابق بعض وسائل الإعلام وبالذات في مصر، يعد عملا غير مسؤول ويخدم سواء بوعي أو دون وعي من المشرفين على تلك الوسائل أعداء مصر والسعودية والعرب والمسلمين. فتناول هذه المواضيع وبالحدة التي تابعناها في برامج (التوك شو) والتي تسابق معدوها ومقدموها على استضافة أصحاب (الألسن الطويلة) التي لا تأخذ في الاعتبار المصلحة القومية العليا ومصلحة مصر بالذات خاصة في الوقت الراهن، فقد حفلت تلك البرامج بالإساءة الموجهة لكل السعوديين باللمز والقدح المباشر للقضاء وقضاة المملكة الذين يطبقون الشريعة الإسلامية التي نالت هي الأخرى الكثير من عدم الفهم، وحتى القدح من قبل مشاركين ومتداخلين بتلك البرامج رغم معرفتهم بأن أخذ القضاء السعودي بالشريعة الإسلامية والالتزام به التزام لا يمكن أن يتأثر بحملات إعلامية ظالمة مهما استعين بأصحاب الألسن الطويلة، لكن والحمد لله، نحن هنا في المملكة كما في مصر، نستطيع أن نفرز ونتبين بين من تدفعه عاطفته، وبين ما يستغل (الموجة) لتخريب العلاقة المتميزة بين مصر والسعودية.
ومثلما توجد شخصيات (تؤجر) ألسنتها الطويلة لهدم هذه العلاقة، توجد (عقول نيرة) وحكماء في البلدين، ورجال ممثلة بالقيادتين وفي الشعبين من رجال إعلام ومفكرين ودبلوماسيين يدافعون عن هذه العلاقة ويشكلون درعا صلبا في وجه محاولات أعداء مصر والسعودية الذين يسيئهم وجود دولتين قويتين تملكان حرية واستقلال قراريهما السياسي، وتوظيفهما لإمكانياتهما لقيادة العمل العربي المشترك، وصد محاولات الغرباء من غير العرب للتدخل في الشؤون الداخلية العربية من خلال الدفع بتضخيم الإشكالات البسيطة وتحويلها إلى قضايا رأي عام تشغل الأمة عن القضايا الأساسية، والتي تتركز في تعزيز أواصر الأخوة بين أبناء الشعب العربي من خلال توسيع آفاق التعاون، ومعالجة هموم أبناء كل قطر، ولعل في تقديم السفينتين هدية للشعب المصري للمساعدة في توفير أفضل الخدمات للتنقل بين البرين السعودي والمصري، هو المطلوب في هذه المرحلة لإضافة آصرة إضافية لأواصر المحبة بين السعوديين والمصريين، وليس فتح دكاكين لأصحاب الألسن الطويلة.
jaser@al-jazirah.com.sa