Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/10/2008 G Issue 13153
الخميس 03 شوال 1429   العدد  13153
سمير سرحان.. من أنادي.. ومن أنتظر؟!

* مع اقتراب العيد.. رفعت سماعة الهاتف، وبدون أن أدري طلبت ما تبقى لدي من أشياء الراحل الحبيب د. سمير سرحان: رقم هاتفه الجوال، وبدأت أسجل الأرقام الأولى لأهنئه بقرب حلول عيد الفطر (السعيد)، كما تعودت معه في كل مناسبة، ومع كل شوق يرف في حنيني إليه!.

* مع اقتراب العيد.. رفعت سماعة الهاتف، وبدون أن أدري طلبت ما تبقى لدي من أشياء الراحل الحبيب د. سمير سرحان: رقم هاتفه الجوال، وبدأت أسجل الأرقام الأولى لأهنئه بقرب حلول عيد الفطر (السعيد)، كما تعودت معه في كل مناسبة، ومع كل شوق يرف في حنيني إليه!.

لكنني ما لبثت أن أعدت سماعة الهاتف إلى مكانها وقد سقطت عليها دمعة، في تذكري أن هذا الراحل الغالي سافر وحده هذه المرة وتركنا لهذه الدنيا المزدحمة وفيها بكل قسوتها اليوم وجفافها!.

***

* آه (سمير).. يا من كنت توأم روح، وإضاءة عقل، وباقة حب، وعطر مرح وحياة..

ها هو المساء من حولي يتنفس رتيباً بليداً، مسترخ في لغة الكون.

فتحت سمعي على ضياع (صوتك) الذي أخذته الريح في أمسيات قديمة بعيداً ما بين الصمت الذي تركته وراءك، والحصار الذي ضربه الحزن على جوانحنا.. حتى بت هذا الملقي في اليم البارد، والبحر الأحمر على امتداده: ثرثرة موج مملة، والصمت ينطق فيسألني:

كيف تهون الأيام الأجمل؟!

لا أجمل من أيامنا التي عشناها معاً: نطق حياة، وميلاداً دائماً للابتسامة..

***

* يا رفيق مشوار العمر الذي لن أنساه.. يا (سمير) كما كنت أناديك بعد منتصف الليل، و.. دكتور سمير ندائي عليك في النهار:

أسأل نفسي كأني أسألك: من بقي على وجه الدنيا وقد رحلت أنت؟!

من زعم امتلاك شهادة دنيا الأحياء.. وأين هم الأحياء؟!

طالما شاهدنا معاً الزحام في الوجوه، وفي النظرات، وفي التسابق ب(الأنا) لنجعلها على رأس الطابور.. فهل هذه هي الحياة؟!..

سترتاح.. ولن تشاهد كما الناس ومعهم الصخب في السيقان الراكضة والعارية، والسيقان في الألفاظ والكلمات... فهل هذه هي دنيا (الأحياء)؟!.

رحمك الله، وأسبغ عليك غفرانه وأمانه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد