Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/10/2008 G Issue 13153
الخميس 03 شوال 1429   العدد  13153
الجفري الكبير والتكريم المستحق
عبدالحفيظ الشمري

ألم يحن بعد تكريم الأديب الأستاذ عبد الله الجفري -رحمه الله- كم نحن بحاجة إلى احتفاء يعيد لهذا الأديب المتميز شيئاً من حقوقه علينا، فهو الصحافي المتمرس في العطاء، والأديب المطبوع على روح الحب والتسامي والبحث عن ألق جمالي يعيد للذائقة شيئاً من بهائها.

عبد الله الجفري لا ينتظر التكريم.. لكننا نطالب الجهات المعنية بأن تلتفت إلى جهد هذا الرجل، وتنصفه.. فها هو الجفري يعاني (المرض) بعد عقود من الكفاح بشرف، والعطاء بمودة، والحضور الفكري ببهاء قل أن تجده عند أهل الكلمة.. فهو الذي تناهبته التجاذبات (الصحفية) و(الأدبية).. فظل الجفري وفياً لهذين المشروعين المهمين في حياتنا.. لما أدرك هذا المبدع عصرين هما صحافة (الأفراد) واشتغل فيها، ونضج وأعطى بسخاء مع صحافة (المؤسسات) فكان حرياً به أن يبرع فيهما على هذا النحو المدهش. تقلد (أبو وجدي) العديد من المناصب الصحفية وقبلها تفانى في تقديم العمل الصحفي المهني إذ عمل في العديد من الصحف المحلية والمجلات، فكان آخر نشاط صحفي مارسه (الجفري) هو نائب رئيس التحرير في صحيفة الشرق الأوسط.

وإضافة إلى كونه صحفياً فقد كان ممارساً للأعمال الفنية داخل المطبوعات في مجال الإخراج الفني حيث ظهرت بصماته بشكل جميل في العديد من الصفحات الثقافية والإبداعية، فكانت هذه الجهود رسالة مهمة للأجيال الصحفية التي أخذت من بعده مهمة مواصلة ما قدمه من تقليد فني في الصحافة المحلية منذ عقود. الأمر الآخر والمتمثل في تجربة عبد الله جفري هو رحلته (الأدبية) حيث عرف عنه الشغف بالكتابة الأدبية المعبرة عن هموم الإنسان البسيط.. ذلك الذي يميل إليه دائماً، ويدافع عن حقوقه المادية والمعنوية، لتأتي هذه المعالجات ذات صبغة وجدانية عاطفية شائقة تعكس حاجة الإنسان إلى دوافع معنوية تعيد للذات وهجها الجميل.

الأمل يحدونا - عشاق أدب الجفري، وقراء إبداعه الإنساني الجميل- كي يتم تكريمه من خلال قنوات الفكر، ومنابر المعرفة ومناسبة الوطن الثقافية والأدبية. فلعل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يكرَّم الأديب عبد الله الجفري.. فهو أهل لأن يكرم، وحري به أن يلمس منا تلويحة وفاء بعد أن بات الآن يعاني لفرط ما تجشم من عناء ودأب من أجل الكلمة الإبداعية الناصعة.. أملنا بصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز كبير بأن يكون (الجفري) حاضراً بقوة في مهرجان رائع لا ينسى رواده الرائعين.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد