تعيشُ غربتها كالمستقيل على |
وسادة الأمل المشبوب بالخلف |
ترمّم الصبر في وسواسها.. ولها |
في الفأل مائدة قامت بلا طرف |
كأن غرفتها بالصمت دائخة |
جدرانها نوتة للشعر والصحف |
فذاك (بدر) (1) هنا (درويش) (2) ينعشها |
هناك يرقد إصدار من القرف |
في خطها شفره العشاق.. في يدها |
رسائل (الرافعي) (3) ذابت من الشغف |
تدب خلف الرؤى في كل زاوية |
ترى بها ومض من تهوى بلا كلف |
تخط في مسرح الدنيا براءتها |
فيسقط الفجر للتقبيل في الكتف |
في وحي مرآتها تزهو أنوثتها |
كالزهر يزهو على الجدران والخزف |
واللازورد بلا إذن يعانقها |
والكحل يصرخ: يا.. دوري أنا. فقفي! |
تميس فوق مدارات الحنين.. كما |
تميس عارضة الأزياء بالتحف |
على السماء أمانيها قد انبسطت |
إنجيلة برصيف العيد والترف |
تذكرت عاشقاً. أهدى قبائله |
لعينها.. وتغنى مثل محترف |
كانت تخاصمه باللطف في غنج |
وكان قدامها يبدو كمعترف |
والآن يهملها.. إذ صار يطعمها |
صبراً ويشبعها وعدا بلا لهف |
تشك في سحرها! مليون أسئلة |
قامت كنقطة تفتيش بمنعطف |
فتضرب الرأس في طوب الفراغ.. فلا |
يرتد رأي ويمضي الفكر للتلف |
صارت أحاديث.. صارت نبع سخرية |
كهمزة عيرتها الباء بالألف |
وأقبلت صرخة البشرى تلاطفها |
معلم! وله بحبوبة الشرف |
تصورته حناناً - مخدعاً - أملا |
حديقة / بسمة / قلباً من الصدف |
لكن صورة ماضيها مفهرسة |
فراح يجذبها كالعذر للأسف |
ترددت! وصدى الإحباط يخنقها |
إن التردد قد يفضي إلى الخرف |
فمن يشير؟ ومن للحل ينضجه؟ |
(تهدى الأمور بأهل الرأي) (4) والهدف |
|
1) إشارة للشاعر العربي الكبير بدر شاكر السياب |
2) إشارة للشاعر العربي الكبير محمود درويش |
3) إشارة إلى الأديب العربي الكبير مصطفى صادق الرافعي.. |
وإلى كتابه (رسائل الأحزان في فلسفة الحب والجمال). |
4) إشارة إلى بيت الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي: |
تُهدى الأمور بأهل الرأي إن صلحت |
فإن تولت فبالأسرار تنقادُ |
حاتم بن أحمد الجديبا |
|