Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/09/2008 G Issue 13148
السبت 27 رمضان 1429   العدد  13148
وماذا عن بصْمة العيْن يا لواء سالم؟
بدر بن أحمد كريِّم

تأخر المجتمع السعودي عن اللحاق بركب المعلومات، بينما سبقتْهُ مجتمعات كثيرة من بينها مجتمعات مجاورة، لكنّ ما سبق أن أعلنه المدير العام للجوازات (اللواء سالم البليهد) عن تطبيق نظام التعرُّف على هُوِيّة الوافدين عن طريق البصمة الإلكترونية، من شأنه تقليص الفجوة المعلوماتية التي يعيشها المجتمع السعودي، وتطوير الوضع الأمني فيه وبخاصة في مجال مكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي، وتحقيق فوائد اقتصادية، وصحية، واجتماعية، فضلاً عن القضاء على تسيُّب العمالة الوافدة، والسيطرة عليها، والحد من الجرائم المختلفة.

وقد لاحظتُ أنّ الأخذ بنظام البصمة الإلكترونية، تزامن مع مطالبة مختصين في برامج الإيدز السعودية بتطبيقه (للحيلولة دون عودة المصابين، الذين يتم ترحيلهم بعد اكتشاف المرض لديهم، في إشارة لضعف الإجراءات الاحترازية، المعمول بها حالياً في المنافذ، للتأكد من هويّة المصابين).

وأثناء مراجعاتي لأدبيات عِلْم الإلكترونيات، اتضح أنّه حتى عام 1405هـ (1984م) لم يكن بمقدور أقوى جهاز أمني في العالَم، القدرة على كشف الجرائم بمثل هذه الدِّقة التي حدثت، بعد اكتشاف البصمة الوراثية التي (فتحتْ أبواب الجحيم على الفارِّين من وجه العدالة، وكانت - وما زالت بحق - أحد أقوى اكتشافات القرن العشرين، وباتت قضية أمن وطني في الوقت الحالي).

وفي تقديري أنّ الناس هنا مرتاحون لهذا الإجراء، ولكنهم - ومُحَبّر هذه الكلمات أحدهم - يتساءلون: ماذا عن بصْمة العيْن؟ التي سعتْ المجتمعات المتقدمة إلى إحلالها محل بصمة اليد والأصابع، وتم تطبيقها بالفعل في مطارات: فرانكفورت، وأمستردام، وطوكيو، ونيويورك، والإمارات العربية المتحدة، وبعض المطارات الإنجليزية، والكندية، بعد أن ثبت أنّه يستحيل تزوير بصمة العيْن، أو التلاعب بها، فهي - كما قال أحد الخبراء -: (أكثر دقّة من بصمة أصابع اليد، لأنّ لكلِّ عيْن خصائصها، فلا تتشابه مع غيرها ولو كانت للشخص نفسه)، فضلاً عن أنّه (يمكن رؤيتها بجهاز طبي اسمه المصباح الشقي مكبرة ثلاثمئة مرة، وتجعل للعين الواحدة بصمة أمامية، وأخرى خلفية، وباللجوء إليهما معاً يستحيل التزوير)، فيما توقّع خبراء أمنيون (أن تُستخدم بصمة العين في مجالات متعددة من أهمها: تأمين خزائن البنوك مثلما تؤمنها حالياً بالبصمة الصوتية، حيث يضع زبون البنك عينيه في جهاز متصل بحاسوب، فإذا تطابقتا مع البصمة المحفوظة بالجهاز، فُتحت الخزينة المطلوبة فوراً).

من هنا يغدو من الضروري أن تبدأ الجوازات من حيث انتهى الآخرون، فبصمة العين أفضل، ومردودها أعم وأشمل، ولا تستغرق - عند الاشتباه - سوى ثانية ونصف الثانية، فماذا عن بصمة العين يا لواء سالم؟

فاكس: 014543856



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد