الأنباء التي تسربت لصحيفة الجارديان والتي تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أثنت إسرائيل عن ضرب أهداف نووية في إيران خلال منتصف شهر ايار - مايو الماضي تعيد لنا من جديد ثلاثية القلق في المنطقة ونعني بها: إيران والولايات المتحدة وإسرائيل الذين أضحت أقدامهم ترقص على حبل سميك من التحركات أحادية الجانب قد تجر في طريقها الضحايا الأبرياء وتدمر في دربها العديد من آمال الاستقرار والتنمية في المنطقة، فالإيرانيون يطمحون إلى لعب أدوار أكبر مما تعطيه لهم إمكانياتهم وقدراتهم على الرغم من الفورة القومية والوطنية التي تشهدها بلادهم باعتمادهم على أسس واعتبارات منها (زنقة الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق) والأمريكيون أيضا تلهج ألسنة منظريهم بنظريات وقواعد الفوضى الخلاقة التي تعتمد على إحداث أكبر قدر من التغيير والإرباك وإعادة التشكيل الإيجابي من جديد, ويتقاطع مع ذلك الخط هوس إسرائيل أيضا بنظريات الأمن والضربات الاستباقية.
تقول الجارديان إن الرئيس الأمريكي أثنى إسرائيل عن تفجير منشآت نووية إيرانية خشية أن تقوم إيران بضربات انتقامية ضد قواعد أمريكية في العراق وأفغانستان، وتضيف الصحيفة خشي بوش من اندلاع حرب كبيرة إذا لم تنجح إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية بضربة واحدة, ما نفهمه مما تقدم أن المنطقة معرضة للانفجار ولكنه انفجار من مستوى العيار الثقيل سوف يأخذ في طريقه الكثير من أمننا واستقرارنا لا لشيء إلا لأجل طموحات ومغامرات بعض القوى الطامحة إلى البلطجة في المنطقة والأخرى التي تريد أن ترتدي زي رجل البوليس، وكل هذا ضحيته هي التنمية والاستقرار وقبل ذلك الأمن والسلام في هذه المنطقة الملتهبة أصلاً.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244