يريدون سجننا في التاريخ؛ لا يختلف في ذلك من يُحيي ثارات القبلية القريبة، ومن يستدعي حكايات السقيفة البعيدة، وتتيه بهم حكايات وخطوات التوحيد بدءاً من مبايعة أبي بكر، ومروراً بعام الجماعة، وتوقفاً عند شعارات الوحدة وتطبيقاتها الناجحة.
* التاريخ مليء بمغالطات وأهواء وتفسيرات، وبمثله أسيء إلى رموز عظيمة فيهم الخلفاء الراشدون، وعلماء الأمة الربانيون رضي الله عنهم، والغياب في التاريخ انقطاع عن عالم الحركة، وتوقف في محطات غائمة، وخضوع لأحكام عائمة، وقسر للناس البسطاء على تقليد مراجع لهم مصالحهم وحساباتهم وولاءاتهم.
* ومنذ سنوات ونحن نتابع برامج حوارية مكرورة تذكي الطائفية بوقود الحوار الصريح، وكان يكفينا أن نتمثل التوجيه الإلهي الكريم: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
* ومنذ سنوات ونحن نبتلى بمسلسلات
بدوية تؤجج الثارات والنعرات، ونسي جيلنا حكايات القبيلية والخضيرية، وتعزز في جيل أبنائنا حتى باتت كتب الأنساب أهم مصادرهم.
* ليتنا نركن إلى أركان الدين -وهي معدودة- وإلى ثوابت الأخوة -وهي محدودة-، ونلتفت إلى جيوش يهود والروم والفرس وهي تهدم وتهدد إشراقات غدٍ لا يتحكم به الفئويون والعنصريون والمستلبون.
* لكل الأمم أرصدة من الصراعات المستترة والعلنية، والأمة الواعية هي التي لا تهزمُها الجراح، ولا تستسلم للنواح.
* التحدي القادم أكبر.
Ibrturkia@hotmail.com