Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/09/2008 G Issue 13148
السبت 27 رمضان 1429   العدد  13148
تبديل الجثث بدلاً من الأطفال!
منيف خضير

ما إن انتهت مهزلة تبديل الأطفال المواليد في مستشفياتنا الحكومية، حتى ظهرت لنا موضة جديدة في سلسلة الأخطاء الطبية - والله يستر - في مستشفى بريدة المركزي، حيث تبديل الجثث للمتوفين عند الدفن، وإليكم الخبر كاملاً كما نشرته (الوطن) في يوم الخميس 25 رمضان 1429هـ الموافق 25 سبتمبر 2008م العدد (2918):

(تشرع لجنة إدارية وطبية في التحقيق في ملابسات خطأ تبديل في جثتي امرأتين سعودية ومصرية.

وكان مواطن سعودي قد فوجئ أول من أمس باتصال يفيده بأن جثة السيدة التي تسلمها من ثلاجة الموتى بمستشفى بريدة المركزي ليست لزوجته (مصرية الجنسية)، وأن الجثة الحقيقية لا تزال في ثلاجة الموتى. وتعود بداية القصة إلى ذلك اليوم الذي توجه فيه المواطن لاستلام جثة زوجته بعد تغسيلها وتكفينها، وتصادف وفاة زوجة مقيم مصري وإيداعها في نفس التوقيت بجوار المصرية الأخرى في ثلاجة الموتى. وفيما تم دفن الجثة الأولى كان المواطن المصري يستكمل بقية الإجراءات الخاصة باستلام جثة زوجته استعداداً لشحنها إلى القاهرة، وفور أن انتهت الإجراءات فوجئ المواطن المصري بأن الجثة التي تسلمها ليست لزوجته، وبالعودة إلى بقية الجثامين تبين أن المواطن السعودي قام بدفن زوجة المقيم المصري بمقبرة الموطأ ببريدة ليصاب الاثنان بذهول).

ويختم الخبر مؤكداً أن (الوطن) أجرت اتصالاتها على مدى اليومين الماضيين بإدارة الشؤون الصحية بمنطقة القصيم للتعرف على ملابسات الحادث وأسباب الخطأ والإجراءات المتوقع اتخاذها، لكن سكرتير مدير الإدارة طلب الاستفسار (خطياً ومن خلال الفاكس).

ومن الطبيعي أن يطلب ذلك لتمييع هذه الحادثة الغريبة التي تكشف مدى القصور الذي بدأ يطال هذا القطاع الهام، وإذا كنا نتغنى دائماً بحب الوطن والوطنية الصادقة فلنكن صريحين ونواجه أخطاءنا بكل حزم.

بالطبع من غير المعقول أن نحمل الوزير أو مدير الشؤون الصحية تبعات كل خطأ، ولكن من المعقول جداً أن يحاسب الوزير ومن هم تحته في الهرم الإداري كل متسبب في مثل هذه الأخطاء؛ حتى لا تتكرر بشكل يسيء إلى بلادنا التي تلوكها الألسن من جراء كل خطأ يفرح به المتربصون!

والشهادة لله أن ميزانية وزارة الصحة قطعت قول كل خطيب (كما يشير المثل)، فما هو عذرنا ونحن نرى المستشفيات تكتظ بالمرضى الذين لا يجدون سريراً؟

وما ذنب المواطن أن يتوسط له طبيب وافد ليجد سريراً في مستشفى حكومي بنته الحكومة لعلاج مواطنها مجاناً؟

هذه المواقف تحدث يومياً في بلادنا دون أن نحرك ساكناً، وفي البلاد المتحضرة تجد مسؤولاً يعلن مسؤوليته عن مثل هذه الأخطاء، ووزير الصحة مشكوراً أعلن مسؤوليته في برنامج (إضاءات) على قناة العربية عن كل خطأ طبي، ولا أدري هل سيصنف جثة بريدة من الأخطاء الطبية أم أنها حادثة فردية ضمن مسلسل بقي من حلقاته الكثير؟



Mk4004@hotmai.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد