Al Jazirah NewsPaper Friday  29/08/2008 G Issue 13119
الجمعة 28 شعبان 1429   العدد  13119
فجر قريب
سلامتك من الآه
د.خالد بن صالح المنيف

مما اتفق عليه البشر عاقلهم وسقيمهم صغيرهم وكبيرهم أن لحظات الانكسار أمر لابد منه وساعات الألم قدر مقدور وأوقات السقوط لن يسلم منها أحد، والحياة عامرة بزئير الأسود وعواء الذئاب وفحيح الأفاعي، وقديما قال فارس البيان المنفلوطي -رحمه الله- عن أخلاق الأيام في أخذها وردها وعطائها ومنعها وأنها لا تنام عن منحة تمنحها حتى تكر عليها راجعة فتستردها، دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا قبحا لها من دار فكم رأينا ممن قطعته الحسرات وصدعته الزفرات وأسقط الغمُ والأسفُ نفسه, قد افترشه الهمُ وأشرقه بريقه وأشجاه بغصته وأطار نومه وأطال ليله، وتلك المشاهد الموجعة إما أن تبقى عمرا كاملا وحياة مستديمة أو أن يتعامل معها بحسن تصرف وحكمة فيجهز عليها وتمضي أو يتكيف معها وتسير الحياة بحضورها، ومن أروع متع الحياة هي أن نكون أيادٍ بيضاء معطاءة وأطواق نجاة للآخرين نعينهم على نوائب الأيام نجبر كسرهم ونكفكف دمعهم ونخفض حزنهم ونمسح على رؤوسهم بحب وود كالشجر يحنو على من بجانبه بالظل وكالزهر ينسم على أفيائه بالعطر وكالحادي يرفه على سامعيه بالنغم معروفنا ممطر وندانا مورود نسوق الجميل ونصطنع المعروف بكلمة طيبة ونظرة حنونة ولمسة دافئة ولنكن من هؤلاء الذين يعبرون الحياة كما تعبر النسائم الرقيقة بالوجوه في حر يوم قائظ فتلطف من إحساسها بالهجير وتترك وراءها أطيب الأثر.

والبشر لا ينسون أبدا مواقف الآخرين معهم في مشاهد الألم والفرح وقد أكد ذلك كعب بن مالك -رضي الله عنه- عندما قال: والله ما نسيتها لطلحة عندما هنأه بآيات العفو. إن من مكارم الأخلاق وجميل الصفات جبر العثرات وإقالة الزلات ويكفي به شرفا ومكانة أنه إدخال سرور على قلب مسلم وهذا من أعظم الأعمال كما حدث بهذا حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- ومن المؤسف ما نراه من اعتياد الكثير بل واستمتاعهم بقطع حبال الأمل وكسر مجاديف النجاة وبسط المفازات والبيد وبناء الحواجز والسدود بين هؤلاء المجروحين وبين ما يضمد جراحاتهم ومقابلة هؤلاء المنكسرين بوجوه عابسة مكفهرة وأصابع تشير بالتهم وألسنة حداد تنبش في الماضي وتسود المستقبل وتكدر الحاضر لوما وعتابا تضخيما وتعميما.. وبعدها ماذا ستكون النتيجة؟ صدور موغرة وقلوب حاقدة وقدرات مضيعة وآمال مبتورة.. ونسي هؤلاء القساة أن الأيام حبلى بالمفاجآت فقد يتبادلون المواقع ويزورهم في غفلة ما قد زار هؤلاء المبتلين وتلك بعض الخطوات العملية للتعامل مع هؤلاء المنكسرين لعلها تخفف الألم وتنزع السهم وتوقف النزف:

* تعميق مفهوم أن الخيرية في قضاء الله وأن للمصائب وجه آخر أبيض حيث الأجر والثواب وفيها عجم الأعواد وتصليب القنوات.

* التذكير بمواقف الإنجاز ومشاهد التفوق في حياته وهذا من شأنه تخفيف حدة الانكسار في الأرواح.

1- تحفيزهم والعمل على إيقاظ الطاقات الداخلية الكامنة في أعماقهم.

2- مساعدتهم على تحليل الموقف والانطلاق من أسوأ الفروض وتوطيد العزم على تقبل أسوأ النتائج.

3- التأكيد على أن البقاء في دائرة الحزن لن يذهب الألم ولن يطرد الأوجاع.

4- إرشادهم نحو بعض التصرفات التي تسري عنهم الهم وتجبر فيهم الكسر واستدراك ما يمكن استدراكه.

5- بث المشاعر الإيجابية فيهم وتبشيرهم بأن هناك عالما آخر جميل وحياة ثانية تنتظرهم وأن المصائب إذا تكاثرت تناثرت والحبل إذا اشتد انقطع والليل إذا أظلم فلا شك أن الفجر قد اقترب.

ومضة قلم

الشخص العظيم هو الذي يحب الآخرين, ليس من أجل ما يمكنهم تقديمه له, بل من أجل ما يمكنه أن يقدمه لهم.

بكل الود

* كاتبنا الكبير محمد إبراهيم فايع أدام الله لنا لطفك ولا غيب عنا شمس قلمك كلماتك وسام أبيض أفتخر به وفقك الله وبارك في علمك.

* الأخت الكريمة أسماء أسعدتني والله كلماتك وأعجبني أسلوبك الراقي وفقك الله ورعاك.

* صديقة الصفحة الرائعة روان حروفك المشرقة وروحك الطيبة محط امتنان وتقدير أخيك... دمت موفقة.

* الأخت الروح الذهبية أرقامكم لا تصلني عبر رسائل sms بإمكانك مراسلتي عبر الإيميل.

* الأخت الكريمة أم رهف لا تجزعي أخيتي ففي الجدار ألف باب وفي الحياة بقية فرح تنتظرك وستنسيك الماضي, ما طلبته ستجدينه عند سنترال الجريدة.

* الأخت الفاضلة زهرة الماضي شكر عريض لذوقك ولطفك وحسن ظنك راسليني على sms وابشري بالخير.

* الأخ الفاضل محمد بن عيد القحطاني مرحبا بك صديقا دائما، ولم أفهم يا صديقي مقصدك بإعادة التأمل في آية سورة فاطر فهلا نورت محبك.

* الأخت الكريمة سارة العتيبي حياك الله أختي ومنَّ عليك بفرجه وأزال عنك التعب ولك ما طلبتي.

* أستاذنا الحبيب أبو عمر أخجلت محبك بثنائك العاطر واسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنك.

* الأخت حماس حياك الله وتبقى حواء عطر الأرض وسكن الأرواح وجمال الحياة والعلاقة مع آدم علاقة تكامل لا علاقة تنافس وهؤلاء الشواذ أختي حماس سيأتي يوم إما يعودون فيه إلى رشدهم أو سينزوون في الأركان لا رجع لهم ولا أثر.

* صديقة الصفحة أم خالد رعاها الله وحفظ لها خالد وجعله عبدا صالحا, ويبقى قدر من الرومانسية أمر لازما وعاملا ضروريا لتخفيف العناء وتشتيت الهموم مع الحذر من الاستغراق فيها وكتاب أخيك تأخر لظروف قاهرة لم يبق إلا القليل ويكون بين أيديكم.

* الأخ الفاضل أبو عبدالعزيز حياك الله أخي الكريم وشاكرا لك حسن تواصلك.

* الأخت الكريمة إيمان الدبل أوافقك على وجهة نظرك فتصحر المشاعر وجفاف العواطف لاشك هو ما حرض للانجذاب نحو تلك المسلسلات الهابطة وهنا أدعوك للمشاركة في الصفحة فأنت تملكين قلما رشيقا وفكرا عميقا وفقك الله ورعاك.

* الأخ الفاضل أبو مازن من أبها شكراً لك بحجم طيبتك وأخلاقك وتحياتي لك ولكل أبها الكرام.

* الإخوة والأخوات القراء الأفاضل آمل منكم تذييل رسائلكم بأسمائكم أو ألقابكم حتى يتسنى لي الرد عليكم.

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244



khalids225@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد