Al Jazirah NewsPaper Friday  29/08/2008 G Issue 13119
الجمعة 28 شعبان 1429   العدد  13119
المصلحة أولاً

كثيرة هي أدبيات القومية العربية التي كرست لها الكتب وتبناها المنظرون القوميون، وطبقت تنظيراتهم على أرض الواقع لإنجاح مشاريع الوحدة العربية وتنفيذ طموحاتها، فكان الفشل هو الإنتاج الوحيد لجميع تلك الطموحات والآمال، التي لم تنجح حتى الآن في لم شمل الدول العربية في كيان سياسي واحد يجعل لها مكانتها ووجودها في العالم الدولي الذي بات نسقه الحالي يعتمد على التكتلات والاتحاد سواء كانت الفدرالية أو الكونفدرالية، وعندما نحاول أن نتلمس أسباب هذا الإخفاق العربي في تنفيذ الوحدة نجد أن غياب المصالح وعدم وجود المنفعة المحفزة من وراء تلك المشاريع هي المسبب الرئيسي والأول لهذا الواقع.

جميع الشواهد والتجارب تفيد بأن كل الأمم التي لديها عوامل مشتركة وتقاسمات سواء في التاريخ أو الجغرافيا أو العرق والدم لم تنجح في تحقيق توحدها إلى عندما انسلخت من أجندات وقناعات خيال الايديولوجيا والطوباويات التنظرية، ودلجت في عالم المصالح المشتركة واتبعت الأسلوب البرغماتي في سعيها لتنفيذ اتحاداتها.

لقد آن الأوان لإتباع الأسلوب المصلحي في العلاقات بين الوحدات العربية بمعنى أن وضع الخطط والأجندات التي تحقق المصلحة العربية بشكل جمعي سواء كانت سياسية او اقتصادية أو حتى علمية وثقافية هي التي سوف تقود إلى تحقيق الوحدة العربية، ولعل المجال الاقتصادي الذي يفتقد حتى الآن إلى التكامل بين الدول العربية هو المجال الأول والمهم الذي يجب أن يتصدر اهتمامات الطامحين لتحقيق الوحدة، فمتى ماكانت مخرجات مفاهيم الوحدة قائمة على جني الأرباح وتحقيق المصالح كان ذلك حافزاً لهرولة الكثير إليها ومتى ماكانت تلك الطموحات مدفوعة الثمن مسبقاً من الضرائب باهضة الثمن والقائمة على عدم الاشتراك في المسئولية والسيطرة كان ذلك عاملاً منفراً وطارداً، بل ومحبطاً للطموحات قبل تطبيقها على أرض الواقع العربي التي طالما سيطرت عليها قناعات المراهقة السياسية ونزق الأيديولوجيات الحزبية التي فرقت لردح من الزمن وإن أرادت أن تجمع.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد