القاهرة - مكتب الجزيرة - ضياء عبد العزيز
حصلت الجزيرة على نسخة من التقرير الذي سلّمه السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشئون السياسية للجامعة العربية إلى عمرو موسى أمين عام الجامعة حول نتائج زيارة وفد الأمانة العامة للجامعة يومي 9 و 10 من الشهر الجاري إلى موريتانيا عقب الانقلاب العسكري الذي جرى ضد الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ من أجل الوقوف على تطورات الأوضاع وتقديم تقييم سريع عن الحالة الموريتانية.
وأكد التقرير على العديد من الاستنتاجات ومنها أن وفد الأمانة العامة للجامعة لاحظ أن الهدوء يعم العاصمة الموريتانية وانسياب الحياة بشكل طبيعي وكذلك عدم تجاوب رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز مع رغبة وفد الجامعة القيام بزيارة الرئيس المخلوع غير أنه طمأن الوفد على أوضاعه وأكد أنه في مكان آمن ويحظى بالرعاية الخاصة كما أوضح التقرير أنه عند استفسار وفد الجامعة عن المستقبل السياسي للرئيس سيدي محمد ولد الشيخ أجاب رئيس المجلس الأعلى للدولة أنه بإمكانه الترشح مجدداً للانتخابات الرسمية كمواطن موريتاني إلا أن فشله في تسيير البلاد وما يحوم حوله وأتباعه من قضايا الفساد ووقوعه تحت نفوذ شخصيات من بقايا نظام ولد الطايع قد لا يساعد على ذلك بالإضافة إلى أن هناك من يطالب بمحاكمته وإن كنت لست مع هذا الإجراء لأنني أريد توحيد الصف الموريتاني وتحقيق التوافق الوطني.
وفيما يتعلق بالتوقيت الزمني لإجراء الانتخابات أجاب رئيس المجلس الأعلى للدولة أنها قد تتم خلال شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين. وأشار التقرير إلى أن وفد الجامعة لم يتمكن من الحصول على تاريخ محدد لحل قضية غياب مؤسسة الرئاسة إما برجوع الرئيس أو إجراء انتخابات رئاسية جديدة مع الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للدولة سيتولى مهام رئاسة الجمهورية.
وأضاف التقرير أن هناك تجاذبات حادة بين الطبقة السياسية بين معارض للانقلاب ومؤيد له وهو الأمر الذي يتطلب مساعدة عربية للموريتانيين لإيجاد نوع من التوافق لإدارة المرحلة القادمة ومعالجة هذه الأزمة سياسياً وطلب رئيس المجلس الأعلى للدولة في موريتانيا من وفد الجامعة أن تتفهم الدول العربية الوضع الموريتاني وأن تتعامل مع الأحداث من منطلق استقرار موريتانيا والحيلولة دون انزلاقها في أتون الصراعات الداخلية ومساعدتها مع بعض الأطراف الدولية التي أخذت موقفاً معارضاً للوضع الحالي دون أن تدرك حقيقة الوضع الموريتاني وقد لمس وفد الأمانة العامة للجامعة العربية أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تواجه أزمة غذائية حادة وارتفاع الأسعار وشكل النشاط الاقتصادي والسياسي في البلاد في الآونة الأخيرة مما يدعو الدول العربية الأعضاء إلى اتحاد ما تراه مناسباً لتقديم العون الإنساني لموريتانيا للتغلب على هذه التحديات الاقتصادية الملحة التي تواجهها.
وأكد وفد الأمانة العامة أثناء لقائه الجنرال محمد ولد عبد العزيز حرص الجامعة العربية على أمن واستقرار موريتانيا وضرورة استمرار المسار الديمقراطي الذي شرعت فيه البلاد منذ عام 2005 والمحافظة على المكتسبات التي تم إنجازها في هذا السياق.
وأوضح التقرير كذلك أن رئيس المجلس الأعلى للدولة شرح لوفد الجماعة المبررات التي أدت إلى إزاحة رئيس الجمهورية سيدي محمد ولد الشيخ مشيراً إلى أن ما قامت به المؤسسة العسكرية كان ضرورة لابد منها في ضوء الانغلاق السياسي وتجميد المسار الديمقراطي جراء التجاذبات بين رئيس الجمهورية والبرلمان حيث رفض الرئيس المخلوع أي جهود أو وساطات بينه وبين الأحزاب والبرلمان وبشكل خاص ما يتعلق بعقد دورة استثنائية للبرلمان للنظر في بعض الإجراءات العاجلة علاوة على قراراته غير القانونية مثل إقالة قيادات الجيش مرة واحدة دون إتباع الإجراءات الرسمية المعمول بها وبشكل مفاجئ مما استدعى رد فعل المؤسسة العسكرية اتخاذ إجراء عزل الرئيس تجنباً لانزلاق البلد في دوامة العنف والاقتتال بين فئات الشعب ومصادمات بين وحدات الجيش.