باريس - بروكسل - الوكالات
أعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حذّر أمس الأحد نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في اتصال هاتفي معه من (التداعيات الخطيرة لعدم تطبيق اتفاق السلام بشكل سريع وكامل، على علاقات روسيا بالاتحاد الاوروبي).
ونقل الاليزيه عن ساركوزي قوله: إن (توقيع كل الاطراف المعنيين وآخرهم رئيس اتحاد روسيا على اتفاق وقف اطلاق النار المؤلف من ست نقاط يجب ان يترجم بانسحاب من دون تأخير لجميع القوات العسكرية الروسية التي دخلت جورجيا منذ السابع من اغسطس).
وأضاف بيان الاليزيه ان الرئيس الروسي رد على كلام ساركوزي بالقول ان (انسحاب القوات الروسية سيبدأ غدا (اليوم) الاثنين في الثامن عشر من آب/اغسطس عند الظهر).
وتابع البيان ان الرئيسين (اتفقا على نشر مراقبين دوليين تابعين لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا في أقرب وقت).
وأضاف البيان انهما اتفقا أيضا (على اجراء اتصال هاتفي يومي يركز على كيفية تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار).
وينص اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا وجورجيا الذي تم التوصل إليه بمبادرة من الرئيس الفرنسي على عودة القوات الجورجية إلى مراكزها، وانسحاب القوات الروسية إلى المواقع التي كانت فيها قبل بدء النزاع في أوسيتيا الجنوبية في الثامن من آب/اغسطس الجاري.
ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان ان بعثة تضم اربعة خبراء مكلفين تزويد الاتحاد الاوروبي بتقويم للوضع الانساني في جورجيا غادرت بروكسل السبت متوجهة إلى تبيليسي.
وأورد البيان انه تم اتخاذ قرار ارسال هؤلاء الخبراء من اربع جنسيات مختلفة (في اطار آلية جماعية) لمساعدة السكان والنازحين جراء النزاع في اوسيتيا الجنوبية. وتستمر المهمة الميدانية لهؤلاء عشرة أيام. وأوضحت الداخلية الفرنسية ان مهمتهم ستكون (تزويد الاتحاد الاوروبي بتقويم للوضع الانساني تمهيدا لارسال وسائل اضافية لتأمين مساعدة اساسية للسكان).
وفي غضون ذلك وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأحد إلى العاصمة الجورجية تبيليسي في إطار جهود الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الاوروبي لحل النزاع الجورجي الروسي.
وتستعد دول التكتل الأوروبي الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لحضور الاجتماعات الاستثنائية لوزراء خارجية الناتو غدا الثلاثاء في بروكسل وهي تعاني من غياب إستراتيجية تعامل مشتركة وموحدة لمعاينة الأوضاع والمستجدات في جورجيا.
كما تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى العاصمة البلجيكية نهار اليوم الاثنين في سعي أمريكي واضح لجر الدول الأوروبية والأطلسية إلى بلورة موقف متشدد في التعامل مع روسيا.
لكن التكتل الأوروبي لم يتمكن خلال الأيام القليلة الماضية من الاتفاق على نهج تعامل واضح على المدى المتوسط والبعيد مع روسيا التي تعد شريكا رئيسا لعدد من الدول الأعضاء في مجال الطاقة.
كما ان بعض الدول الأخرى مثل ألمانيا وفرنسا لا تريد ان تدخل في مواجهة مع موسكو داخل حلف الناتو في هذه الفترة وتؤيد الإبقاء على الحلف كإطار للحوار وليس إطارا للمواجهة مع الروس.
ومن المقرر ان يبحث وزراء خارجية الناتو حسب البرنامج الرسمي للاجتماعات تداعيات الاعتداء الروسي على جورجيا إلى جانب مستقبل العلاقات الأطلسية الروسية.
ولكن رفض الولايات المتحدة والأمانة العامة للحلف توجيه دعوة لروسيا لحضور جانب من الاجتماعات يثير حالة من عدم الرضى من قبل بعض الدول الأوروبية التي لم توافق على إلغاء اجتماعات مجلس الشراكة الروسي الأوروبي الأسبوع الماضي.