Al Jazirah NewsPaper Friday  25/07/2008 G Issue 13084
الجمعة 22 رجب 1429   العدد  13084
أزواج عكس التيار

لو تأملنا حال كثير من الأسر التي تفككت وشتت أبناؤها كان بسبب السماح للآخرين في التدخل الدائم دون داع في حياتهما الخاصة، وأمورهما الشخصية، فتلك طلقت بعد فترة من المعاناة والضغط النفسي بسبب ما يمليه أهل الزوج على ابنهم افعل ولا تفعل حتى في أدق التفاصيل وفي تنقلاتهم ورحلاتهم حتى كلّت هذه الزوجة وملّت فهي تريد زوجاً ذا رأي له القوامة لا رجل متردد بألف رأي.

وآخر لم يعد يطيق تقلب مزاج زوجته، فساعة هي شاكرة هانئة باسمة، وبعد ساعة متذمرة متسخطة دون سبب أو تقصير منه حتى اكتشف مؤخراً أن وراء ذلك صديقاتها وقريباتها.

أمور كثيرة مزعجة مقلقة نفرضها نحن على أنفسنا ونجعلها عبئاً على عواتقنا بسبب السماح للآخرين بتجاوز الخط الأحمر والتدخل في خصوصياتنا وسلب إرادتنا دون أن نقول لأحد مهلاً (قف) لن أسمح لك بأن تدمر حياتي بنصائحك أو على الأقل عدم سؤاله أو الاستماع له بتقديم النصائح غير السوية.

فإذا أردت حياة هانئة سعيدة تقيك بإذن الله من هذا كله وغيره، عليك (رجل أو امرأة) اتباع الآتي:

1- الحرص على حسن اختيار شريك الحياة (رجل - امرأة) أن يكون صاحب دين وخلق وتفكير ناضج فحسن الاختيار أول بذرة ذهبية في الحياة الزوجية ليكمل كل منهما الآخر ويشعره بالسعادة، وسؤال الله دائماً بالتوفيق وما تتمنى من خير.

2- عدم اعتبار أن ما يقترحه الآخرون وما يقوم به الناس أنه ما يجب أن يكون فهم مجتهدون وعلى الزوجين الأخذ من تلك الاقتراحات ما يناسب واقعهما وإمكانياتهما المادية والمعنوية.

3 - تهيئة الآخرين بالأسلوب المناسب خصوصاً المقربين (الوالد - الوالدة - الإخوة - الأخوات) وتعريفهم بأنه أو أنها قادرة على حل مشكلاتها بنفسها وتطلب منهم فقط الدعاء لهما بالتوفيق والسعادة.

4 - استشارة المختصين ما قبل الزواج، وفي حالة وجود حاجة للاستشارة بعد الزواج والمراكز الاستشارية ولله الحمد متوفرة ويوجد بهم مستشارون ومستشارات في شتى التخصصات.

فقط اطرق الباب على من يستحق ولا تسمع إلا لمن يستحق وعليكما بالحلم وتلمسا الأعذار لبعضكما وستسير سفينة حياتكما بإذنه تعالى هادئة مستبشرة لا يعكر صفوها الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية بل تزيدها تماسكاً وتقارباً وتفاهماً وحباً ولا تلبث إلا أن تعود إلى هدوئها وسكينتها جميلة كما كانت.

هياء الدكان


haya.d.2007@ gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد