Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/07/2008 G Issue 13068
الاربعاء 06 رجب 1429   العدد  13068
الهدف من الإجازة الصيفية
فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان

لم توضع العطلة الصيفية بشكل عشوائي ولم توجد من غير سبب، فهي تشكل حاجة ماسة لكل من المدرسين والطلاب والأهل أيضاً.. وعليه تحدد كل بلد إجازتها الصيفية في الفترة الزمنية التي تقل فيها قدرة الناس على العطاء في العمل وبذل الجهد الذهني.

الوقت مُنقض بذاته مُنصرم بنفسه ومن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته، والأوقات سريعة الزوال وعلى المرء أن يعرف قيمة زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، وللمسلم وقفات في مستهل إجازة العام

الإجازة بالنسبة للطلاب تحرر من قيود لا حدود لها، وهي بالنسبة لكثير من الآباء (ورطة) لا يعرفون التخلص منها.. !!

كانت الأنشطة اليومية مضبوطة بالأوقات؛ النوم والأكل والصلاة واللعب والزيارات.. كل له موعده الدقيق.. بينما في الإجازة.. تتحطم جميع الحواجز بين هذه الأنشطة، وتنشأ عند كثير من الناس أنشطة جديدة، كثير منها في إطار اللهو واللعب والمرح والترفيه، بحجة أن الإجازة لم تخصص إلا لذلك !!

وهنا يفترق الناس في كيفية قضاء الإجازة، بافتراقهم في وضع الأهداف منها، فمن ارتضى الهدف المذكور آنفا، فقد مفاتيح الزمن، ولم يعد يعنيه ماذا يحرق فيه، أو ماذا يزرع ويستثمر، ومن وضع للإجازة أهدافا عليا، استطاع أن يديرها بإحكام، وينجز ما ظن أنه غير قادر على إنجازه منها. الإجازة الصيفية هي موسم منتظر من الجميع, سواء من الطلاب وذلك بعد عام دراسي شاق وعمل مضني، أو حتى من الموظفين حتى يستريحوا قليلا من عناء العمل, فهي كما ذكرنا موسم منتظر من الجميع صغارا وكبارا ونساء ورجالا.

لكن قد تكون هناك نقطة مهمة، ألا وهي كيفية استغلال هذه الإجازة, صحيح أن الإجازة الهدف منها تغيير جو العمل والتسلية والمتعة والراحة لكن ربما طول وقت الإجازة قد يجعل وقت الفراغ كبيرا وربما تضيع أوقاتا كثيرة دون فائدة تذكر أو عمل مفيد. لذا, هذا جهد بسيط جدا لشرح بعض الوسائل والنقاط المفيدة والمعينة على قضاء إجازة صيفية عامرة بالفائدة والمتعة لك ولعائلتك, وهذه الوسائل مثل مائدة الأكل و سلة الفاكهة تختار منها ما يعجبك وتدع غير ذلك. وفي قراءة القران الكريم وحفظه الأجر الكبير من الله سبحانه، فلم لا يخصص وقتا معينا لقراءة القران الكريم، مثلا بعد صلاة الفجر لمدة نصف ساعة على الأقل يخصص بعضها للحفظ وبعضها للتلاوة، أو قبل كل صلاة يتم قراءة عشر دقائق أو أي وقت مناسب للشخص,ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم).

بالتأكيد أثناء جلوسك في البيت تشعر ببعض الملل خصوصا في الإجازة، فلم لا تقض هذا الوقت الضائع بدل عدم الاستفادة منه بقراءة مجلة مفيدة، والقراءة لا تكلف شيئا. ومعروف أن المجلات تحتوي على العديد من الفوائد الأدبية والعلمية وأيضا الترفيهية التي تشد انتباه القارئ.

وحفظ الأذكار عمل قليل لكن أجره واسع وكبير جدا, أحفظ أذكار الاستيقاظ من النوم، أذكار الاستعداد للنوم, أذكار قبل وبعد الصلوات، أذكار الصباح والمساء، وأيضا الأذكار المهمة الأخرى، بها تحفظ نفسك وتكسب الأجر وتحصل على صدقة جارية لو علمتها غيرك. وهذه بعض من الأذكار المهمة التي يحتاجها المسلم.

حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة - الأذكار المتعلقة بالصلوات - الأذكار - تحفة الأبرار في أذكار طرفي الليل والنهار ولابد بأن تكون أثناء الصيف فعاليات متنوعة لكسر الملل في الإجازة, مثلا معارض الكمبيوتر أو السيارات أو فعاليات أسرية ممتعة أو غيرها من المعارض المفيدة أو الفعاليات الهادفة التي تقضي وقتك بها على نفع وفائدة. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة مثل هذه المنتزهات التي تلم شمل العائلة في جو اسري ممتع يضاف إليها بعض الأنشطة الترفيهية المتنوعة.

إذا كان لديك هواية اشتهرت بها سواء مهارتك على استخدام الحاسب الآلي أو كرة القدم أو الطبخ للفتيات أو الخياطة أو التجميل أو الرسم أو غيرها، لم لا تحاول تنميتها بالذهاب إلى المكان المناسب سواء المعهد أو النوادي الرياضية أو غيرها مما ينمي الموهبة التي تملكها مما يُمكِن من استثمارها الاستثمار الأمثل وهي من أعظم القربات إلى الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم دائما ما يقول: (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه أحمد و ابن ماجة. فما أعظم مناجاة الخالق سبحانه في الليل لوحدك، تطلب من الله سبحانه وتتوسل إليه. فعلى سبيل المثال لو يقوم اثنان أو ثلاثة أو أكثر بالتواصي بينهم وتذكير بعضهم البعض بحيث يحدد وقت معين يتصلون فيما بينهم للتذكير بقيام الليل.

أحدث دراسة أجريت في السعودية حول السياحة والتي تبين لنا من خلال استطلاع آراء حوالي (600) شخص أن هناك 74% يخططون للسفر هذا الصيف سواء داخل السعودية أو خارجها، في مقابل 25.8% فضلوا عدم السفر. وباعتقاد الخبراء أن هذه النسبة تعد الأعلى ليس بين دول الخليج العربي فحسب، وإنما بين الدول العربية كافة، وبرر الذين لن يسافروا قرارهم هذا بسبب ارتفاع تكاليف السفر، وخصوصاً سفر الأسرة مجتمعة، ثم لارتباطهم بأعمالهم، وتضيف نتائج الدراسة أن اتجاهات السائح السعودي الخارجية خلال الموسم الحالي عادت إلى ما كانت عليه قبل الطفرة نحو الوجهات التقليدية التي كانت سائدة آنذاك، حيث حظيت السياحة تجاه الدول العربية بنصيب الأسد وبنسبة 45%، تليها السياحة في دول العالم الأخرى وبنسبة 30% ثم السياحة داخل السعودية بواقع 24.6%. ولعل من الأمور المهمة هنا الإشارة إلى أن غالبية الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم يفضلون السفر مع الأصدقاء أو ضمن المجموعات السياحية، حيث بلغت نسبة هؤلاء 34% فيما زادت نسبة أولئك الذين يرغبون في السفر مع عائلاتهم إلى 39%، وهو ما يشير إلى أن السياحة السعودية تعتمد في المقام الأول على مفهوم السفر العائلي المشترك. الترفيه في المقام الأول! أما الذين يفضلون السفر بشكل منفرد فقد بلغت نسبتهم 18%، حيث اختلفت الأغراض التي من أجلها يسافر هؤلاء، فقد أوضح 68% منهم أن السياحة والترفيه هما الهدف من ذلك، وأفاد 19% أنهم يودون زيارة أقاربهم وأصدقائهم. أما الذين يسافرون من أجل متابعة شؤون أعمالهم فبلغت نسبتهم 9%، في حين أن نسبة 2% تمثل أولئك الذين يسافرون بقصد العلاج. وتضيف الدراسة أنه فيما يتعلق بحجم إنفاق الأسر السعودية التي قررت السفر هذا الصيف فقد جاء كما يلي: 52% قرروا إنفاق مبالغ لا تقل عن عشرة آلاف ريال شهرياً للسياحة الداخلية، مقابل 27% ممن يفضل السياحة في الخارج. ولعل الأرقام التي يجب التوقف عندها وبينتها الدراسة هي معدل إنفاق السعوديين على السياحة، حيث بلغت خلال عام1999م ما يقارب 33 مليار ريال، وقدرت الدراسة نفسها متوسط حجم السياحة السعودية الخارجية لنفس العام بثلاثة ملايين مواطن ويتوقع أن ينفق على السياحة في عام 2008م من ثمانين إلى تسعين مليار ريال، وهي أرقام يجب التوقف عندها لمعرفة وتحديد دور القطاع السياحي في السعودية إن كان على صعيد الإنفاق أو الأشخاص. لدى الحديث عن قضية سفر الشباب تقتضي الضرورة أن نشرك في النقاش، جميع فئات المجتمع، بدءاً من أولياء الأمور، ومروراً بالشباب أنفسهم، ومن ثم استطلاع رأي علماء النفس والاجتماع و علماء الدين لنصل في النهاية إلى الرأي الصائب بناء على ما ستسفر عنه الآراء.

كما نعرف أن بلدنا يتميز بكبر الحجم وتنوع التضاريس والأجواء والعادات والتقاليد واللهجات ولكن هنالك من يعوق هذه السياحة من جشع التجار وتدني مستوى خدمتهم للعميل فتجد الاستراحات ومحطات البنزين في الطرق متدنية الخدمات والنظافة. بلدنا فيها السياحة الدينية والبحرية وسياحة الجبال والأمطار الخ...، وأيضا تفاوت أسعار الشقق المفروشة وتدني خدمتهم ورفعهم للأسعار بالمواسم دون مراقبة وقلة الفنادق وتجديد الأثاث حيث تجد فنادق أثاثها من 30 سنة شيء لا يستغرب وأسعار مرتفعة مقابل أثاث قديم وتدني مستوى.

نريد ثقافة سياحية للمواطن والمقيم ولأصحاب المنتجعات والفنادق وأصحاب الشقق المفروشة نريد متابعة لأسعارهم وخدماتهم التي يقدمونها مقابل الأسعار المرتفعة.

أرجو أن تقام وزارة تسمى وزارة السياحة لكي تكون معنية بالاهتمام والمتابعة للمنشآت السياحية مع قلتها لدينا.

إن صناعة السياحة حققت تقدماً كبيراً خلال فترة قصيرة وما زال أمامها طريق طويل لتقطعه ولذا فإن تنفيذ حلم السياحة الداخلية يحتاج جداً إلى إعطاء السائح الداخلي الأولوية القصوى حتى لا يفر خارجاً أن يستفيد الجميع من الوقت والفراغ فقد جاء في صحيح البخاري، عن ابن عباس-رضي الله عنه-قال: قال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). فلتكن الصحة أداة قوه للجميع في اكتساب المنافع من خلالها في أوقات الفراغ.

سائلا الله التوفيق للجميع بإجازة صيفية مفيدة ممتعة تعود على الوطن والمواطن بكل خير وسعادة.



fahd-a-s@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد