من بين ضجيج التهديدات، وأصوات طبول الحرب التي تقرع منذ أكثر من أسبوع من خلال ما يصدر من تصريحات لشخصيات عسكرية وسياسية إيرانية وما يرد عليها من نظرائهم الأمريكيين والإسرائيليين.
من بين هذا الضجيج والتصعيد المتزايد لطبول الحرب يقرأ المحللون السياسيون بأن هذه المواقف تحمل في ثناياها عروض وعرض خدمات وحوافز وإغراءات.
والأمر لم يعد فقط مقصورا على الغرب الذي حاول إغراء إيران بتقديم حزمة حوافز سياسية واقتصادية وتقنية لإيران حتى تتخلى عن عزمها المضي في تنفيذ مخططاتها بتطوير منشآتها النووية وتصنيع أسلحة نووية مثلما تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الغربية.
ويظهر أن (الجزرة) التي قدمها الغرب لإيران ولهذا فقد بدأ التلويح ب(العصا) وظهر ذلك جلياً في سلسلة التصريحات التي حملت في ثناياها تهديدات واضحة وبخاصة تلك التي صدرت من القائد الجديد للأسطول الأمريكي العامل في الخليج العربي.
طبعاً لم يتجاهل جنرالات إيران تهديدات جنرالات أمريكا بخاصة فيما يتعلق بقدرة كل القوتين في التعامل مع موضوع إغلاق مضيق هرمز وتعهد الأمريكيون بالعمل على إبقاء الممر الدولي مفتوحاً لمرور شحنات النفط للعالم، وتهديد الإيرانيين بضرب كل المصالح الأمريكية في المنطقة وصولاً إلى تدمير إسرائيل، ولكن وإلى جانب هذه التصريحات النارية والتهديدات قرأ المحللون عروضاً إيرانية لتمرير صفقة مع أعدائهم الألداء إذ يفهم من قول علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الذي خاطب الغربيين قائلاً: (عليكم تغيير وجهات نظركم حيال إيران وعليكم الاعتراف بدور إيران في المنطقة)..!
أما وزير الخارجية منوجهر متكي، فيقول: (على الدول الغربية أن لا تنسى دور إيران في المنطقة).
ويرى المحللون القارئون بين السطور أن هذه الأقوال الرسمية الإيرانية تُظهر أن طهران تبحث عن دور تعمل على القيام به منذ سقوط نظام صدام، فإيران تعتقد أنها قادرة على القيام بدور شرطي المنطقة في حين تشعر الدول الإقليمية بأن منح إيران دوراً إضافياً سيعقد الأمور في المنطقة التي عاشت تجربة مريرة عندما وثقت بنظام صدام حسين الذي ادعى بأنه سيكون حارس البوابة الشرقية، في حين اغرق البوابة في بحيرة دماء وارتكب سابقة احتلال قطر عربي.
وهكذا فإن ليس من الحكمة أن يضع الغرب ودول المنطقة بيضهم في سلة طهران.. بعد أن تكسر ذلك البيض سابقاً في سلة بغداد.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244