Al Jazirah NewsPaper Friday  27/06/2008 G Issue 13056
الجمعة 23 جمادىالآخرة 1429   العدد  13056
إليك بني
والدك /سلوم محمد الدباس

* بني/ أخط في ذكرى رحيلك خاطرتي الخامسة فلعل فيها سلوتي وعزائي فهل يتحمل الورق ثقل حروفها؟؟

* بني/ أكتب ولا أعلم لماذا أكتب.. إحساس غريب.. شعور رهيب ترى هل هو فرط المحبة.. أم ألم الفراق...

* بني/ عشتُ في حضن الليالي الساخنة لكنها خذلتني فلم أجد مأوى بعد ذلك سوى صفحة عتيقة وقلم أعياه الزمن.

* بني/ لامني البعض في الكتابة لك ولكني تجاهلت كل شيء وتجاوزت كل الأرقام والحدود التي أعرفها والتي لا أعرفها كونك لم تزل تملك جل تفكيري.

* بني/ أنخت برأسي على جذع الماضي وأطلقت العنان لناظري بعد أن أثقلته حزماً من الهموم التي عانت منها شاعري وأعدمت أحلامي.

* بني/ تواصلي معك عبر خرم جدار صاغته الأمنيات ونسجته الأحلام الوردية لتصبح دائماً وأبداً شمعة قلبي.

* بني/ أراك فراشة زاهية الألوان تنتقل في حديثي وترسم لوحة فنية بتشاكيل الحياة المختلفة فأنظر إليها كلما شدني الحنين إليك.

* بني/ ليس الموت فقط أن تكون جثة هامدة أو يتوقف نبضك أو يتوقف جسدك عن الحركة كي يقال عنك فارقت الحياة، مبينا الكثير من الموتى يتحركون ويتحدثون يأكلون ويشربون لكنهم موتى يمارسون الحياة بلا حياة.

بني/ مفاهيم الموت لدى الناس تختلف، فهناك من يشعر بالموت عنده بفقد إنسان عزيز ويخيل إليه أن الحياة انتهت وأن دوره قد انتهى، وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات ويكبله الإحباط، وهناك من تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن فيقسو على نفسه وينفذ حكم إعدامه بلا تردد ويعيش بين الآخرين كالميت.

بني/ أحس أن ورقة ذبلت وسقطت فتلقفتها الرياح وتلاعبت بها يمنة ويسرة وكساها التراب وأعمى بصيرتها بغباره النفاذ وطعمه المر.

بني/ قد يمر بنا الحزن كمحطة عابرة ثم في لحظة من اللحظات تعاود عجلة الحياة الدوران وتجلب الأفراح لكن ما أسوأ أن يكون الحزن آخر محطات الحياة.

بني/ تنتابني تيارات ملتهبة في يوم صيفي حار امتصت ماء الحياة من جسدي وأحياناً تيارات باردة كالثلج القارص يجمد أطرافي ويشل لساني.

بني/ يعيش البشر بين جوانح الكرة الأرضية يبدعون ويتفننون في مواد العقلية يسيرون يجرون يهرولون ولكن هل لدينا بقية؟؟

بني/ حاولت النسيان لكني أجده في الخلد وأجده في السهر، فلم أنسَ النظر إلى السماء ودعاء الخالق سبحانه.. فهو أملي الوحيد.

بني/ أخيراً تغلبت دمعتي وانتصرت علي مؤذنة بختام رسالتي بقبلات ودعاء والدتك وإخوتك ووعدهم وعهدهم بعدم نسيانك مهما طال.

جعلك الله شافعاً لنا في الجنة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد