تشهد بعد أيام مدينة شرم الشيخ في مصر عقد القمة الإفريقية، حيث يلتئم رؤساء دول الاتحاد الإفريقي في اليوم الأخير من الشهر الميلادي الحالي؛ لتدارس القضايا التي تهم دول القارة ومعالجة المشكلات التي تعج بها.
ولقد خطت الدول الإفريقية على الرغم من تفاقم المشكلات واندلاع عدد من الحروب الأهلية وما بين بعض دولها، خطوات إيجابية.. وشهدت القمم الإفريقية العديد من المبادرات التي عززت المسيرة الإفريقية، حيث تم تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي وصولاً إلى إتمام الحلم الإفريقي بتحويل دول القارة إلى (الولايات الإفريقية)، وصولاً الى الاندماج الكلي مع الاحتفاظ بالخصوصية القطرية وفق نظام فدرالي شبيه بما هو معمول به في الولايات المتحدة الأمريكية.
هو حلم والإفريقيون ككل الشعوب يحلمون ويتقدمون خطوات للاقتراب من الحلم الكبير، ولأن العرب أكثر الأقوام قرباً وعلاقة بالأفارقة، إضافة إلى أن نصف العرب هم من الأفارقة فهناك التلاحم الجغرافي وتشابه الهموم والمشكلات والمشاركة حتى في الأحلام فالعرب أيضاً يحلمون أن يكونوا دولة واحدة.. فما زال حلم الوحدة العربية يعيش في عقول وأفئدة العرب، كما أن العرب والأفارقة يتشاركون في كثير من الصفات ويجمعهم تاريخ مشترك يعزز العقيدة الإسلامية التي يدين بها أكثر من نصف دول القارة السمراء.
كل هذا يجعلنا نطالب بتقوية العلاقات بين الدول العربية والإفريقية وتقوية الأواصر من خلال نسج علاقة جيدة عن طريق تفعيل المصالح المشتركة التي ستدر العديد من الفوائد لصالح الشعوب الإفريقية والعربية، وبما أن العالم مقبل على أزمة غذاء ستعاني من جرائها العديد من الدول ومنها الدول العربية وعدد كبير من الدول الإفريقية، لذا فالأجدر بهذه الدول أن تواجه هذه الأزمة باستراتيجية مشتركة، فالمعروف أن الدول الإفريقية تملك الأرض الخصبة والمياه والأيدي العاملة التي تجيد الفلاحة، فيما تملك الدول العربية القدرة على توفير التمويل اللازم والاستثمار في الدول الإفريقية؛ لتوفير المواد الغذائية لشعوبها وللشعوب الإفريقية معاً، مما يربط مصالح العرب والأفارقة معاً، ويحقق الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائية ويبعد شبح الأزمة الغذائية عنهم.