إن توجهات الدولة منذ قيامها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله- قامت على بناء الإنسان السعودي وتقديم كل سبل الحياة الكريمة بكل المعايير الإنسانية سواء للمواطن السعودي أو المقيم، وقد بذلت الدولة في كل حقبة من الزمن كل ما تستطيع لتذليل العقبات للمواطن وتهيأت سبل العيش الكريم،
ولا زالت حكومتنا الرشيدة بكل قياداتها المتوالية في كل عهد بعد حياة المؤسس -رحمه الله- بذلت ولا تزال تبذل الغالي لرفعة وسمو المواطن السعودي وهذا لا شك ملموس بل ما هو أكثر من ذلك نحسد عليه من قبل دول بعيدة أو قريبة. فإن حكومتنا أعزها الله في عهد سيدي الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره- ومنذ أن تسلم قيادة الدولة بعد وفاة الملك العظيم الراحل (فهد بن عبدالعزيز رحمه الله) وهو حريص كل الحرص على تنمية الدولة وتنمية الإنسان السعودي بل أبعد من ذلك تنمية الإنسان بصفة عامة فقد ضرب -حفظه الله- أسمى وأجل ما تعني الكلمة من إنسانية وذلك من خلال تقديم يد العون والمساعدة في جميع جوانب الحياة لكثير من أقطار المعمورة. وسوف أذكر جانباً مهماً جداً وهو (الصحة) أي حياة الإنسان.
فقد أخذ -حفظه الله- على عاتقه عهداً ووعد بمساعدة أي حالة مرضية لا تستطيع العلاج وذلك بحضورها للمملكة إن وجد العلاج أو إحالة الحالة لأي دولة كانت بالعالم، فإن توجيهاته حفظه الله بإجراء العمليات للأطفال السياميين لهي إحدى توجهاته وتوجيهاته حفظه الله على بناء قاعدة صحية ضخمة تعكس الاهتمام الخاص منه حفظه الله والجميع يعلم مدى تعقيد هذه العمليات وصعوبتها وما يلي العمليات من استعدادات أثبتت المملكة أنها تمتلك القدرة وتجاوزت ذلك بحمد من الله وفضل فقد لبى حفظه الله جميع النداءات التي ترسل له من جميع أقطار العالم من مسلمين وغير مسلمين فهو بمثابة القائد والأب للبشرية لإيمانه بأن أعظم ما في الحياة هي الإنسانية وهو أصبح خير نموذج إنساني ومن منطلق كل ذلك وبعد نظره حفظه الله وحكمته حرص على تطور الخدمات الصحية بالمملكة وتقدمها وتطورها في وطننا الغالي وهذا جاء من إقرار الميزانية الضخمة التي وضعت لوزارة الصحة والتي تقدر تقريباً بـ(25) مليار ريال والتي دون شك لم تمر على وزارة الصحة ميزانية بهذا الحجم منذ تأسيس الوزارة وهذا يدل على توجهه حفظه الله في ترسيخ قاعدة كبيرة وقوية لبناء الصحة بالمملكة، وقد كانت توجيهاته حفظه الله لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع تقديم خطط استراتيجية مدروسة على قدر كبير من العلم والتقنية والتطور للبنى التحتية التي تقوم عليها الخطط التطويرية.. وتهيئة الجو الصحي المناسب، وقد نفذ معاليه توجيهات وتوجهات القيادة -حفظها الله- فقد بدأ بإعداد الخطط التطويرية والاستراتيجيات للوزارة منطلقا من بناء وتأسيس مباني حديثة للمستشفيات وتطوير بعض المرافق الصحية من مستشفيات أكل الزمان عليها ولأن تحديث وبناء المباني الجديدة له دور كبير وأولي لقيام نهضة صحية على أرض قوية صال وجال معاليه في كل أرجاء الوطن للوقوف شخصياً على احتياجات المناطق والمحافظات للمستشفيات، والجميع يعلم أنه لم ولن يكون هنالك تطور وخدمات صحية راقية بدون أن يكون لديك المباني الحديثة التي يقدم فيها ومن خلالها كل الإمكانيات البشرية والتجهيزية المتطورة لخدمة الإنسان صحياً، ومن منطلق اهتمام القيادة حفظها الله وتبني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تبنيهم بصحة الإنسان السعودي كانت التوجيهات بعمل كل ما يسعد ويريح المواطنين وينقذ حياتهم الغالية على القيادة الحكيمة السديدة وبالفعل بدأ معاليه بالانطلاق لكل أرجاء المملكة وكذلك إنشاء مراكز رعاية صحية أولية بعدد (2000) مركز في جميع أرجاء الوطن من مناطق ومحافظات ووضع للكثير من المشاريع حجر الأساس برعاية أمراء المناطق والذين يشيدون ويشهدون على الخطوات السريعة قدر المستطاع بما يتم وتم إنجازه وأن تغير وجه الخدمات الصحية الحالية عن السابق يعلم أن خلف كل ذلك قائد محنك حكيم له تطلعات بعيدة المدى هو القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومتمثلةً تلك التوجيهات بتنفيذها بمعالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع الذي لا يكل ولا يمل من العمل المستمر والدؤوب في تقديم كل ما يخدم المريض من تلك الخدمات التطويرية المميزة والتي تعتبر من منظومة خطوات تطويرية وتصور تطويري لدى معاليه تطوير (شيخ المستشفيات) مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي) سابقاً فقد شهد هذا الصرح العريق تطورات إدارية وفنية عالية الجودة وكذلك إنشاء عدة أبراج تجعل خدمات المريض تقدم بصورة متطورة وحسنة ومن الخطوات التي لا يعلمها أحد وخصوصاً الإعلام العمليات التي تجري في ذلك الصرح العريق فإنها من أعقد وأصعب العمليات وتجري بنجاح فائق وهذا لم يأتِ من فراغ لولا أن هنالك رجال تعمل وأن كان هذا العمل واجب على الجميع، وهذه دلالة قاطعة أن التوجيهات السامية تنفذ بخطوات مدروسة كما وجه بها المسؤولون.
كما أن من تطلعات القيادة وتوجهاتها وتوجيهاتها (التأمين الصحي) والتي أصدر المقام السامي موافقته عليها والتي تعتبر نقلة نوعية للمواطنين والمقيمين بالمقام الأول والتي بالفعل عُمل بها من خلال المقيمين والعام القادم يبدأ للمواطنين وهذا والجميع يعلم أنها خطوة لا شك سيستفيد منها بالمقام الأول المواطن وهناك مرجعية (للتأمين الصحي) ممثلةً بالأمانة العامة للضمان الصحي والتي يرأس مجلس إدارتها صاحب المعالي الدكتور حمد المانع وزير الصحة الذي لا يتوانى بتفعيل التأمين وتقديم كل ما يخدم المواطن على صحته.
كما أنه لا يفوتني أن أتطرق إلى خطاب معالي المدير الإقليمي لشرق المتوسط الدكتور حسين الجزائري إلى معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع بأن المنظمة ترى إرسال المرضى من موظفيها للعلاج بالمملكة العربية السعودية نسبة لما وصلت إليه من مستوى عالي يلبي الطموحات العالمية إذا ما وافقت المملكة على ذلك، وهذا ما يدل على تطور الخدمات الصحية بالمملكة ونشير إلى الندوة الدولية التي عقدتها منظمة الصحة العالمية بالقاهرة خلال الفترة من 6-9 مايو 2008م والذي شاركت فيه مدير عام مكافحة العدوى بوزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية الدكتورة سحر مكي وقد أشاد مدير عام التحالف العالمي لسلامة المرضى ومدير عام المستشفى الجامعي بجنيف بأداء المملكة المتميز في مجال مكافحة العدوى وسلامة المرضى، كما أشادا بالمستوى الرفيع بالورقة التي قدمتها الدكتور سحر مكي وقد نوه المدير العام للتحالف العالمي إلى إمكانية النظر في اعتماد المملكة كمركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال سلامة المرضى والذي يعتبر مركزاً مرجعياً للتدريب والبحث العلمي تحت مظلة منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية، كما أوصى الاجتماع بانعقاد مؤتمر لسلامة المرضى بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع وزارة الصحة إذا وافقت على ذلك.
وهذا لم يأتِ من فراغ أو مجاملات بل من خلال إحصائيات وأرقام قامت بها تلك المنظمات العالمية الدولية التي لا تعرف المجاملات ولا الانحيازية كما أنني أود التطرق لنقطة مهمة جداً وهي أن هناك حيثيات وتفاصيل فنية لا يعلمها الإنسان العامي العادي حيث إن هناك أعمالاً يقوم بها فريق عمل مكون من معالي وزير الصحة ومسؤولي الوزارة من وكلاء ووكلاء مساعدين يجتهدون ويعملون لخلق جو صحي وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة ما يذكر عبر الصحف من تجريح وانتقادات لاذعة لا تمت للنقد البناء بصلة إطلاقاً لما انمزجت فيها بعض الألفاظ التي لا تمثل أخلاقياتنا وسلوكياتنا العربية الإسلامية الأصيلة ومع الأسف دون أي تأكيدات أو إحصائيات تثبت كثير من تلك التجريحات.
إننا تعودنا دائماً وأبداً أن قيادتنا تحرص وتتابع وتدقق في كل كبيرة وصغيرة واهتمامات الملك حفظه الله في كل أمور الدولة تجعلنا نوقن كل اليقين أنه حفظه الله يضرب بيد من حديد على كل من يهدم أو يقف في وجه إنجازات الدولة أو يعبث فيها بصورة أو أخرى، إن ما سلف ما هو إلا قليل في كثير فيما يبرهن أن المسألة ليست تعني شخصية بعينها أو جهة ما بقدر ما هي تبرهن أن هنالك قيادة حكيمة تخطط وتدرس لينفذ قرارها في الأخير ولا يقتصر دورها على ذلك فقط بل تتابع وتعاقب المقصر وتكافئ المجتهد لخدمة دينه ووطنه، إننا نحظى بقيادة ذات نظرة ثاقبة بعيدة المدى تمضي بخطى ثابتة تعين وتعاون لكل ما يخدم الدين والوطن، قيادة أعطت للجميع حق خدمة الوطن سواءً كان بكلمة أو رأي أو عمل ولكن لم ولن تسمح لمن يخلط العسل بالسم ويهدم ويقف ضد إنجازات وأعمال لبناء وطننا الغالي ولذلك بحجة النقد علماً أنه تجريح وليس نقداً.
إننا من أهم ما نعانيه من معضلات هي معضلة (الوعي) نفتقر إلى التوعية في جميع النواحي وبكل أسف أننا نركز فقط على السلبيات ونجهل أو نتجاهل الإيجابيات فمثل ما هناك (نار) أيضاً هنالك (جنة).. مثل ما هناك بعض الأخطاء أو الهفوات هنالك أيضا كثير من الإنجازات نحن نحتاج إلى الالتفات إلى ما أنجز لنأخذ بتلك الإنجازات ونسير بها إلى ما لم يتم إنجازه أو ما هو خطأ.. نعم نحن نطلب ونطلب المزيد من وضع أيادينا على مكمن الأخطاء والتقصير ولكن دون التجريح ودون تهميش ما أنجز بهذا أعتقد يتم العلاج وبهذا نصل لمجتمع واعي يعرف واجبه وحقوقه وما عليه من واجبات تجاه وطن غالي لم يقصر أو يبخل علينا بأي شيء بل أعتقد أن التقصير أصبح من أنفسنا، جيد جداً أننا ننتقد الآخرين ولكن الأهم أن نرى أنفسنا بالمرآة.