السياسة الخارجية السعودية تقوم على تعزيز علاقات المملكة بالدول الشقيقة والصديقة، وخاصة الدول ذات التأثير القوي في المجتمع الدولي كالدول الصناعية الكبرى. والمملكة تستثمر علاقاتها الدولية الواسعة في خدمة شعبها، والشعوب العربية والإسلامية وقضاياهم، فضلا عن قضايا الأمن والاستقرار الدوليين، وكثيرا ما استثمرت هذه العلاقات في الوساطات لحل أزمات عدة ونجحت في ذلك، كما خدمتها علاقاتها في إيصال الصوت العربي والإسلامي في المحافل الدولية.
والدول الأخرى تهتم بدورها بتطوير علاقاتها السياسية والتجارية بالمملكة لما لها من ثقل ديني وسياسي واقتصادي كبير، وكلمة مسموعة في العالمين العربي والإسلامي بحكم قيادتها الروحية ورعايتها الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولذلك، فإن هذه الدول تحرص على دعوة قادة المملكة للقيام بزيارات إليها، وبالمثل، يقوم قادة الدول الأخرى بزيارات إلى المملكة في كل جولة يقومون بها إلى المنطقة لتوقيع الاتفاقيات وتبادل الرأي في القضايا الدولية وما يخص العلاقات البينية.
وتدخل في هذا الإطار العلاقات السعودية الإسبانية التي يمكن وصفها بأنها إستراتيجية تعود إلى أكثر من خمسين عاما، وهي علاقات لا تنحصر في حدود السياسة والاقتصاد فحسب، وإنما تتعداهما إلى المجالات الثقافية لما لإسبانيا من مكانة تاريخية خاصة لدى الضمير العربي. ومما يشير إلى عمق العلاقات السعودية الإسبانية احتلال المملكة المرتبة الثانية في الشرق الأوسط من حيث الاستيراد من إسبانيا، علما بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ سنويا 3.5 مليارات دولار.
ولقد تعززت العلاقات السعودية الإسبانية بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إسبانيا العام الماضي، ثم بزيارة الملك الإسباني خوان كارلوس إلى المملكة قبل عدة أيام، كما يزور إسبانيا حاليا سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتطوير هذه العلاقات بما ينفع شعبي البلدين الصديقين. وتشهد الزيارة برنامجا حافلا يلتقي فيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز عددا من الشخصيات السياسية والثقافية، ويزور عددا من المراكز الحضارية، كما يتوقع أن تشهد زيارة سمو ولي العهد إلى إسبانيا توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز هذه العلاقات وتنقلها إلى آفاق أوسع.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244