يحتدُّ الأكبر على الأصغر فيأمره وينهره، حتى إذا لم يُجبْه أو يستجب له استبدل بالكلام يده، وإن لم تكفه أضاف إليها قدمه، منهياً مشروعية حق الآخر في الافتراض والاعتراض.
* ممارسة ينشأ عليها الطفل، ويدرج الشاب؛ فتتحول إلى سلطويّة تأذن بإنهاء لغة الحوار في التوقيت الملائم للأقوى.
* نتعلم -منذ الطفولة- ألا نقول: (لا)، وفي زمنه كتب (أنور السادات) كتابه الذائع: (يا ولدي: هذا عمُّك جمال)، وفهمنا العنوان أمس كما نفهمه اليوم حين يصبحُ كل سلطوي عمّاً لنا لا نستطيع أمامه سوى الإجابة ب(نعم)، وحين أضاف إليها المغني (أبو بكر سالم بلفقيه): (سَم، طال عمرك، أنا المفتون في حبّك)؛ فقد أحال اللقاء العاطفي الهادئ إلى تراتبيّة الأعلى والأدنى، وقد يتبدل لاحقاً ليصبح الآمر مأموراً.
* كنا صغاراً، وكنا نعرفُ وظيفة من يحملُ العصا، وكبرنا، واختفى (العصا) من المشهد الخارجي ليستقرّ في التكوين الداخلي للذات المقهورة التي أُشربتْ أن (العصا لمن عصى)، رغم أن الرفض قد يعني الولادة.
* فهمنا أن التيارات الفكرية المتشددة تبدأُ برفع الصوت، ومد اليد، والتهديد بما كان وما يمكن أن يكون، وهل الإرهاب غير هذا؟، وهل القاعدة ومنظمة بدر والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والمؤتمون بخطى طالبان إلا مقدمتهُ وخاتمته.
* (إن منا لمنفرين).
Ibrturkia@hotmail.com