لأن رحلات المليك تحمل الخير أينما يحل قائد الأمة، فإن زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين لمناطق المملكة ومدنها أصبحت تؤذن بمولد جديد، وإضافة جديدة لمرحلة إضافية في مسيرة التنمية التي أصبحت عنوانا لهذا العهد المجيد.

وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يكاد يتحول إلى سِفرٍ، فصوله متعددة، فصل للتنمية، وآخر للإصلاح الداخلي، وثالث لتطوير التعليم الذي تجاوز تطوير التعليم العام إلى رفع مستوى التعليم العالي بإطلاق الابتعاث الخارجي للنهل من منارات التعليم المتطور المعاصر، ورابع للبناء الاقتصادي وتحسين البيئة الصناعية بالتوسع في إنشاء المدن الصناعية والاقتصادية وتطوير الأنظمة الاقتصادية والتجارية وتشجيع الاستثمار.

عمل متواصل متشبع ومتنوع، هذا هو ما يميز عهد المليك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يحرص على متابعة التنفيذ على الطبيعة، فنراه يتنقل في أرجاء الوطن لضمان سرعة وجودة التنفيذ وأن يتابع بنفسه عملية البناء ومسيرة الإصلاح والتطوير، وأمس رفدت العملية التنموية بجملة من المشروعات التي ستضيف بعدا تنمويا واقتصاديا يعزز مسيرة الإصلاح والتطور والتنوع، فقد شهدت مدينة الجبيل الصناعية أمس، وضع حجر الأساس وتدشين تسع وعشرين مشروعا تنمويا وصناعيا للهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك وشركات القطاع الخاص باستثمارات بلغت أكثر من ثمانية وستين مليار ريال. وهذه المشروعات بما تمثله من تنوع لمخرجات الاقتصاد السعودي ومشاركة فعالة بين الدولة والقطاع المشترك والقطاع الخاص، تظهر أن ثمار الإصلاح الاقتصادي الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين بدأت تحقق أهدافها وتجد طريقها للتنفيذ من خلال العمل على تحويل الاقتصاد السعودي من أحادي المصدر، إلى متعدد المصادر وأن ما يتحقق اليوم يثبت ويؤكد جملة حقائق من أهمها تجسد الإنجازات التي كانت قبل فترة وجيزة مجرد خطط وأحلام وطموحات، وهو دليل مؤكد وشاهد على بعد نظر القيادة.

وهكذا تجسد وتؤكد زيارات المليك التفقدية أن الخير يسير بصحبة خادم الحرمين الشريفين أينما يحل في أرض الوطن وتواصلا مع النهج الذي وضعه -حفظه الله- والذي يحرص على متابعة تنفيذه وهذا بحد ذاته إحدى مدلولات زيارته التفقدية الحالية للمنطقة الشرقية.