حقا إنها نعمة من نعم الله جل وعلا علينا إذا ما استغلت بصورة إيجابية حيث إنها سبيل من سبل الدعوة إلى الله جل ومجال رحب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلك هي رسائل الجوال فمن خلالها تستطيع أن تنصح وتوجه وتبث الخير بين الناس بل تستطيع أن ترسل رسالة (ما) عبر جوالك إلى شخص (ما) لعلاج ما قد تراه من تقصير عليه أو للدعوة إلى المزيد مما تراه من خير ينعم به، كما تستطيع من خلال تلك الرسائل أن تصل رحمك وأهل ودك صلة إيجابية وأن تعمل عملاً يسرك أن تراه في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم.
من لم يستغل هذه التقنية بصورة إيجابية ففي رأيي أنه قد فوت على نفسه وسيلة مهمة وفعالة وسهلة، فكم هي جميلة تلك الباقات الرائعة التي ترسل عبر مواقع على شبكة الإنترنت معروفة ومشهود لها بالخير حيث لتلك الرسائل فوائد جمة فكم نبهت من جاهل وذكرت من غافل وهدت من ضال وزادت من علم طالب علم وأنارت له دربه، وكم ساهمت تلك الرسائل في التواصل بين أبناء العائلة الواحدة وكذلك البلدة الواحدة والزملاء في العمل والجيران حيث يتواصلون من خلالها في أفراحهم وأتراحهم، وكم... وكم من الصور الإيجابية لهذه الرسائل مما يصعب علي حصرها في هذا المقال.
وكطبيعة أي أمر يستجد وخصوصاً في مجال التقنية هناك من يستغل هذه الوسيلة المهمة في أمور سلبية تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح ومن ذلك استغلالها في أمور محرمة أو أقل ما يقال عنها في أحسن أحوالها إن إثمها أكبر من نفعها، ومن ذلك أن من الناس من يرسل عبر جواله رسائل نصية أو ربما مصورة أو بلوتوث تكون ماجنة تثير الشهوات وتحرك الغرائز وتدعو ربما إلى الزنا والخنا وذلك قد يكون من باب خفة الدم فيما بين الرجال أو فيما بين النساء، أو يكون من باب معاكسة نساء المسلمين وبناتهم حيث يسعى المرسل لإشاعة الفاحشة والعياذ بالله ويروجها طمعاً في اصطياد طاهرة غافلة عفيفة ليوقعها في شباكه القذرة!!،
وآخر يرسل رسائل فيها ذكر الله لكنها رسائل يؤزر عليها ولا يؤجر وهي رسائل فيها ذكر لله لكنه ذكر بصيغة معينة وبعدد معين وبتوقيت معين لم يرد فيه نص شرعي!! بل ويطالبك بإرسالها إلى عدد معين كي تنال كذا وكذا من الأجر، ومن المؤسف أن مستخدميها يرون أنهم يحسنون صنعا!! وهذه الرسائل لا تجوز أبداً لأنها ابتداع في دين الله.
رسائل الجوال نعمة من نعم الله علينا لذا يجب أن نفعّلها أيما تفعيل في سبيل الدعوة إلى الله وصلة الرحم والتواصل البناء فيما بيننا وأن نجعلها شاهدة لنا لا شاهدة علينا!!
amaljardan@qmail.com