Al Jazirah NewsPaper Friday  16/05/2008 G Issue 13014
الجمعة 11 جمادى الأول 1429   العدد  13014
الرؤى والمنامات
صفات المعبر(1-2)
عايض بن محمد العصيمي

مر معنا أيها الأحبة الأفاضل في مقال سابق أن الرؤيا لا تقص إلا على عالم أو ناصح أو لبيب أو حبيب أو ذي رأي هكذا صح الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام.

لذا كان ينبغي لنا جميعاً أن نعرف من نسأل؟ وعلى من نقص عليه رؤيانا؟ إذ ليس كل من هب ودب يسأل في هذا. ومن تأمل إلى ما ذكره العلماء في كتبهم عن صفات المعبر والمفسر للرؤى ليعجب كثيراً من هذه الصفات! وكيف تتحقق في معبر من معبري زماننا والله المستعان!

قال ابن قتيبة: (وأن يكون -أي: معبر الرؤى - أديباً لطيفاً ذكياً عارفاً بهيئات الناس وشمائلهم وأقدارهم وأحوالهم، عالماً بالقياس، حافظاً للأصول، ولن تغني عنه معرفة الأصول إلا أن يمده الله بتوفيق يسدد حكمه للحق، ولسانه للصواب، وأن يحضره الله تعالى تسديده حتى يكون طيب الطعمة، نقياً من الفواحش، وطاهراً من الذنوب فإن كان كذلك أفرغ الله عليه من التوفيق ذنوباً, وجعل له من مواريث الأنبياء نصيباً). (تعبير الرؤيا - ابن قتيبة - 74-75).

وقال ابن شاهين: (وينبغي أن يكون المعبر ذا حذاقة وفطنة، صدوقاً في كلامه، حسناً في أمثاله، مشتهراً بالديانة والصيانة، بحيث لا ينكر عليه فيما يعبره لشهرة صدقه، ولذلك سمى الله يوسف عليه السلام بالصديق، وأن يكون عارفاً في علم التعبير).

وقال أبو سعيد الواعظ: (والعابر محتاج إلى إصلاح حاله وطعامه وشرابه وإخلاصه في أعماله، ليرث بذلك حسن التوسم في الناس عند التعبير).

وقال القادري: (وقال المعبرون أيضاً: ينبغي أن يكون في المعبر خصال حميدة محمودة والديانة والسماحة والتقى والحكمة والصيانة عما لا يدري، وترك الهذر في كثرة الكلام). (تعبر الرؤيا - القادري - 1-106). فسبحان الله العظيم أي صفات هذه الصفات العظيمة!

من دقق وتأمل في صفة واحدة ليعجب أشد العجب! فكيف بها إذا جمعت كلها أو جلها في شخص واحد؟! وهذا الموضوع بالذات له أهمية خاصة ينبغي معرفتها لم نستوفها بعد، لذا نكمله في الأسبوع القادم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائه.

وقفة: (يتثاوب ولا يستطيع اغلاق فمه):

رأى شخص في منامه: أنه يتثاوب ولا يستطيع إغلاق فمه بعد تثاؤبه. فقال له من فسرها: أنت رجل تكثر من غيبة الناس والكلام المحرم فاتق الله وتب. والله أعلم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة 9701 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد