تائه
ما بين أمسٍ وغد
بين شيء فائت قد مله.. وجديد قادم يخشى لقاه
راجف القلب.. يغني إنما من دون لحن
سكنت فيه الكآبة
كلما أزمع عوداً.. رفض الدرب رجوعه
صاح فيه الأمس أبعد.. لم أعد أهواك.. ارحل
كن سريع الخطو عني
وهو يحتاك رجوعاً
أوصد الماضي بوجهه
كل أبواب الرجاء
أعلن اليأس من الماضي فغنى للجديد
بالتفاؤل.. بالأماني
حرك الرجل إلى قدام.. لكن.. أصبح القدام يسرع
مد كفيه فما نالت مراداً.. تضحك الأوهام منه
أيها المشتاق هيّا.. إنني صرت قريبة
لمع الحزن بعينيه فجاءت دمعة
أوقف السير فما من حاجة للتفاؤل للأماني للرجاء
فهو كالمحبوس في إحدى الجزر
عنده خمسون زورق.. إنما المجداف ضاع
عنده الأخشاب لكن.. فأسه قد ثلمت
عنده الريح قوية
حوله البحر ينادي
إنما ما من شراع.. ما من وسيلة
أسلم العمر لوقت قاتل
إنه محتجز في وقته
بين قيدين لأمسٍ وغد
محمد عبدالله السحيم- المجمعة